الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تمشي على استحياء
تمشي على استحياء وقد أشار القرآن الكريم إلى قصة من قصص من مضى من الأنبياء من قبلنا، قصة موسى عليه السلام في أهل مدين، تعرضت الآيات لذكر الحياء في قلب امرأة من أهل الإيمان تربت في بيت من بيوت الطاعة والإسلام، فأخرج ذلك البيت نموذجاً رفيعاً من نماذج النساء التي لا تكاد توجد في هذه الأيام إلا من رحم الله جل وعلا، قال الله جل وعلا في محكم تنزيله في جزء من قصة موسى عليه السلام: وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌسورة القصص:23، خرج موسى نبي الله متعباً مهاجراً من ديار الكفر ناجياً بنفسه لعل الله يجعل له فرجاً ومخرجاً، فوصل هذه الأرض أرض مدين، وجد بئراً، والرعاة يسقون أغنامهم منه، وامرأتين على الجانب تذودان غنمهما حتى لا يختلط بالأغنام الأخرى وتبعدانه عن سطوة الرعاء الأشرار الذين لا يعرفون احترام المرأة وحقوقها، فما أفسحوا لهما الطريق للسقيا، فقال موسى لهاتين المرأتين العفيفتين المحجبتين قال لهما: مَا خَطْبُكُمَا؟ ما هو الأمر؟ لماذا تقفان هكذا؟ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء، لا نستطيع سقيا الأغنام حتى يبتعد هؤلاء الرعاء الذين لا يتيحون لنا المجال لسقيا الغنم. وانظر -رحمك الله تعالى- إلى هذه الإجابة عن الشبهة التي قد ترد في نفس موسى، فقد يكون قد ورد في نفس موسى: لماذا تخرج النساء من البيت لسقيا الأغنام؟ أليس هناك رجل يعمل هذا العمل بدلاً منهما، وبدلاً من تعريضهما لما قد يحدث من السوء لا سمح الله؟ فجاء الجواب في طيات كلام تيك المرأتين: وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌسورة القصص:23، ليس هناك أحد في البيت يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، فنحن مضطرون للخروج، ولسقيا الغنم، ليس هناك أولاد كبار، أبونا عجوز اضطر للقعود في البيت، نحن لم نبتغ الخروج من البيت، والعمل خارج البيت؛ لأننا نعرف أن مكان المرأة في البيت عفيفة تصان عن جميع أنواع السوء، ما خرجنا إلا اضطراراً، ويعلم الله ذلك من قلوبنا، ما خرجنا إلا لكسب العيش الذي يفيدنا، هذا هو المفهوم الصحيح لعمل المرأة، جاء الله به على لسان هاتين المرأتين. قام موسى عليه السلام مندفعاً بدافع المروءة في الدين، ومساعدة عباد الله العاجزين، قام متحملاً النصب والتعب -وهو لم يكد يسترح بعد من عناء السفر- فسقا لهما -وكان رجلاً أعطاه الله قوة في الجسم، وقوة في العلم- فسقا لهما، ثم تولى إلى الظل، فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌسورة القصص:24. أيها الإخوة: يدعو موسى نبي الله ربه: إني فقير للخير يا رب، إني محتاج، إني طريد ليس لي مأوى، وليس عندي ما يطعمني ويسقين. يقول الله بعد هذا مباشرة بعدما قال: فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاسورة القصص:24-25، الله يستجيب الدعاء في الحال -أيها الإخوة- إذا دعا المضطر ربه لا تكاد الحروف تنقطع من جوفه إلا ويكون المدد والإجابة من الله نازلة، هذا واضح في الفاء التي تفيد مباشرة التعقيب، جاء التعقيب مباشرة: إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، وجاء معها فرج الله لموسى، الشاهد في موضوعنا -أيها الإخوة- قول الله عز وعلا: تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، لم تكن متكسرة في مشيتها، ولا متعطفة، ولا خليعة تتمايل وتتراقص، ولا تمشي مشية الإغواء والفتنة، وإنما تمشي عفيفة متعففة، تمشي على استحياء، الحياء في قلب المرأة هو الذي يفعل الأفاعيل في تصرفاتها ومشيتها وكلامها، تمشي على استحياء: قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاسورة القصص:25، لم تقل له: أنا أدعوك، قالت: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ، أنا ليس لي علاقة بالرجال، أنا لا أوجه لهم الدعوة مباشرة، ولو كنت أستطيع أن لا آتي بنفسي لإخبارك الدعوة لما آتيت، ولكن ليس هناك أحد يخبرك بهذا، فاضطررت للمجيء لأبلغك دعوة أبيك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، وضحت الغرض من الدعوة، حتى يزول الاشتباه، وتكون القضية واضحة، هذه ليست خدعة حتى أنفرد بك في الطريق، إنما هو يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، ويثيبك على فعل المعروف، فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَسورة القصص:25. ثم يقول الله جل وعلا: قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ سورة القصص:26، همست في أذن والدها في طرف من الأطراف في البيت: استأجره يا أبت إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ، هذه الدعوة لأبيها -أيها الإخوة- تنطوي على معانٍ جليلة ينبغي أن تكون في نفس كل امرأة: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ، لماذا قالت له: استأجره؟ تريد أن تتخلص من العمل خارج البيت؛ لأنها تعلم أن مكان المرأة في البيت، تحث أباها على استئجاره؛ ليعمل هو في رعي الغنم بدلاً منهما حتى لا تضطرا للخروج خارج البيت، اسْتَأْجِرْهُ، ثم تحببه وترغبه في استئجاره: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الذي يستطيع أن يقوم بالعمل على أتم وجه، الصفة الثانية: الْأَمِينُ، عندما كان يمشي معي في الطريق لم يكن يلتفت وينظر إلي، ويبحلق بعينين ملهوفتين بالشهوات، وإنما كان يغض طرفه في الطريق، إنه أمين جمعت هاتين الصفتين جميع صفات التاجر المسلم، وكل من يقوم بعمل، ثم توالت الآيات بعد ذلك، وجرت مقادير الله كما كتب في اللوح المحفوظ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 02:34 PM
|