الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خواطر رمضانية (3)
خواطر رمضانية (11 - 15)
خاطرة (11) : الاستغفار • الغفَّار: اسم من آسماء الله الحسنى، ومعنى الغفار: المتجاوز عن الذنوب، الساتر للعيوب، إلى ما لا يُحصى، مع كَمال القدرة والانتقام.• قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]. • الاستغفار: هو اعتِراف صريح من العبد بتقصيره وحاجته إلى مَعونة ربِّه، مع النَّدم على ما فعله مخالفًا لشَرع الله عز وجل، عازمًا على أداء المظالم إلى أهلها والاستقامة على ذلك ما بقي من عمره؛ وذلك واجب على كلِّ مسلم. • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنَّا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم في المجلس الواحد مائة مرَّةٍ: ((ربِّ اغفر لي، وتُب علي، إنَّك أنت التوابُ الرَّحيمُ))؛ (رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث صحيح). • عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "طوبى لِمن وَجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا". • يقول سيد رحمه الله: "توبة تنصح القلب وتخلِّصه، ثمَّ لا تغشه ولا تخدعه، توبة عن الذَّنب والمعصية، تبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة، فهي حينئذٍ تنصح القلب وتخلصه من رواسب المعاصي وعكارها، وتحضُّه على العمـل الصالح بعدها، التوبـة التي تظلُّ تُذكِّر القلـب بعدها وتنصحه، فلا يعود إلى الذنوب". • قال ابن حجر: "وقال القرطبي: الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنًا للِّسان؛ لينحلَّ به عقد الإصرار ويحصل معه الندم، لا مَن قال: أستغفر اللهَ بلسانه، وقلبه مُصِرٌّ على تلك المعصية، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار". • قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وقلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يومًا: سئل بعض أهل العلم: أيما أنفع للعبد: التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقيًّا فالبخور وماء الورد أنفع له، وإن كان دنسًا فالصابون والماء الحار أنفع له. • وقال أبو موسى: "كان لنا أمانان، ذهب أحدهما - وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبقي الاستغفار معنا، فإن ذهب هلكنا". • قال الفضيل بن عياض: "استغفار بلا إقلاعٍ توبةُ الكذَّابين". • وقال ابن القيم: "في بعض الآثار يقول إبليس: (أهلكتُ بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ لا إله إلا الله)". • قال الحسن: أكثِروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طُرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم؛ فإنَّكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. • قال أبو المنهال: ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحَب من الاستغفار. اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واهدنا وارزقنا. ♦ ♦ ♦ • قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].خاطرة (12) : الظلم ظلمات • عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي، إنِّي حرَّمت الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا...))؛ (رواه مسلم). • قال ابن القيم مُحذرًا من الظلم وتوابعه: "سبحان الله! كم بكَت في تنعم الظالم عينُ أرملة، واحترقت كبد يتيم، وجرت دمعة مسكين؛ ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ﴾ [المرسلات: 46]، ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾ [ص: 88]، ما ابيضَّ لون رغيفهم حتى اسودَّ لون ضعيفهم، وما سمنَت أجسامهم حتى انتحلَت أجسام ما استأثروا عليه، لا تحتقر دعاء المظلوم ، فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، ويْحك نِبَال أدعيته مُصيبة، وإن تأخَّر الوقت، قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب ((لأنصرنَّك ولو بعد حين))، وقد رأيتَ ولكن لستَ تعتبر، احذر عداوة مَن ينام وطرفه باكٍ، يقلب وجهه في السماء، يرمي سهامًا ما لها غرَض سوى الأحشاء منك...". • وكان يزيد بن حكيم يقول: ما هِبْتُ أحدًا قطُّ هيبتي رجلًا ظلمتُه، وأنا أعلم أنه لا ناصرَ له إلا الله، يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك. ♦ ♦ ♦ • قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113].خاطرة (13) : جُرم الركون إلى الظالمين • عن عكرمة أنه فسَّر الركون بقوله: "هو أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم". • قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن أعان ظالمًا ليدحض بباطله حقًّا، فقد برئت منه ذمَّة الله وذمَّة رسوله))؛ (أخرجه الحاكم). • وجاء في الأثر: "إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظَّلَمة وأعوانهم - أو قال: وأشباههم؟ فيُجمعون في توابيت من نار، ثمَّ يقذف بهم في النار". • أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون: أني مهلِك من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفًا من شرارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟! قال: إنَّهم لم يغضبوا لغضبي، فكانوا يؤاكلونهم ويشاربونهم". • اللهمَّ عليك بمَن ظلمنا، اللهمَّ خيِّب أملَه، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكه من حزنه، وصيِّر كيده في ضلال، وأمْرَه إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأَمِتْه بغيظه إذا أَمَتَّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقنا شرَّ سطوته وعداوته، فإنك أشد بأسًا وأشد تنكيلًا. ♦ ♦ ♦ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 104].خاطرة (14): فإنهم يألمون كما تألمون • قال الإمام القرطبي: قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ ﴾ [النساء: 104]؛ أي: تتألَّمون ممَّا أصابكم من الجراح، فهم يتألَّمون أيضًا مما يصيبهم، ولكم مزيَّة، وهي أنكم تَرجون ثوابَ الله وهم لا يرجونه؛ وذلك أنَّ من لا يؤمن بالله لا يرجون من الله شيئًا، ونظير هذه الآية: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ﴾ [آل عمران: 140]. • قال صاحب الظلال رحمه الله: فإذا أصرَّ الكفَّار على المعركة، فما أجدر المؤمنين أن يكونوا هم أشد إصرارًا! وإذا احتمل الكفَّار آلامَها، فما أجدر المؤمنين بالصبر على ما ينالهم من آلام! وما أجدرهم كذلك أن لا يكفوا عن ابتغاء القوم ومتابعتهم بالقتال، وتعقب آثارهم، حتى لا تبقى لهم قوة، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله! • كما يقول أيضًا: "فالباطل لا يكون بعافية أبدًا، حتى ولو كان غالبًا! إنه يلاقي الآلام من داخله؛ من تناقضه الداخلي، ومن صِراع بعضه مع بعض، ومن صراعه هو مع فطرة الأشياء وطبائع الأشياء، وسبيل العصبة المؤمنة حينئذٍ أن تحتمل ولا تنهار". اللهمَّ ثبتنا على الحق وثبت الحق بنا. ♦ ♦ ♦ عندما دنَّس الصليبيون ديارَ الإسلام والمسلمين عام 607 هـ، وانطلقوا في البلاد كالجراد الذي يدمِّر الأخضرَ واليابس، اغتمَّت السيدة ميسون لذلك، ولكن ماذا يمكن لها أن تفعل في مواجهة هذه الجحافل؟ نعم، امرأة وحدها لا تقوى على عمل شيء، لكنها امرأة صاغها الإيمان خلقًا آخر، فقلبَت الموازين، وغيَّرَت مجرى الأحداث، نزل الإيمان قلبها فإذا بها تَشعر أن لديها القوة التي تهز دِمشق هزًّا، وفي حنجرتها الصوت الذي يُسمع الأموات، وفي قلبها العزم الذي لا يَكل، والمدد الذي لا ينقطع، والبأس الذي يفل الحديد ويدك الحصون.خاطرة (15): أين نكون من السيدة "ميسون"؟ جمعَت النِّساءَ اللاتي حضرن يواسينها ويعزِّينها في وفاة أربعة من إخوتها وقالت لهن: "إننا لم نُخلق رجالًا نحمل السيوف، ولكن إذا جبن الرجال لم نعجز نحن عن العمل، هذا والله شَعري، أثمن ما أملك، أنزل عنه أجعله قيدًا لفرس تقاتل في سبيل الله، لعلِّي أحرِّك به هؤلاء الأموات"، فجزَّت شعرها وصنعت منه لِجامًا، فإذا بهذا الوقود ينساب إلى قريناتها، فصنعن مثل صنيعها في مشهد عجز التاريخ أن يجود بمثله. • وكان من نتيجة هذه الفعلة، أن صاح الناس صيحة لم يُسمع مثلها، وهبوا لنصرة دينهم كالليوث، وتوافدَت قوافلهم التي تنشد إحدى الحُسنيين إلى ساحة المعركة، فاندحرت قوى الصليبيين عن البلاد. • فيا نساء اليوم، ويا فتيات عصرنا... اتَّخذن من عزيمة ميسون ومثيلاتها قدوة، فمِن هنا يأتي النصر، ومن هنا يندحر العدو. اللهمَّ استعملنا ولا تستبدلنا.
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن 04:47 PM
|