_
هـ 1396 2 20
م 1976 02 20
أنظارنا يوم لقاء خالد والسادات
في يوم الجمعة الذي يسبق لقاء الرئيس السادات والملك
خالد تتجه الأفكار إلى مكان يجري فيه الآن ما يؤذي مشاعر العرب والمسلمين . .
وهو في الوقت ذاته المكان الذي تتمثل فيه الأخوة التي
تجمع المسلمين والوحدة التي تجمع بين المسلمين
والمسيحيين أبناء الأمة العربية . . . هذا هو المسجد
الأقصى الذي وطأته أقدام الصهيونية :
إن العرب والمسلمين والمسيحيين على السواء يطوفون
بذاكرتهم حول تاريخ هذا المكان فيقولون : ما أبعد ما
أبعد الفرق بين يومنا وأمسنا . . ما أبعد الفرق بين
العهد العمري الذي أعطاه عمر بن الخطاب إلى بطريرك
المسيحيين في القدس وتعهد فيه بالأمانة عليهم وعلى
كنائسهم ودياناتهم ، وكافة زياراتهم إلى كنيسة
القيامة ، وبيت لحم والأماكن المقدسة . . وبين اليوم
الذي يأتي متعصب ومتهوس من أستراليا فيشعل الحريق في المسجد الأقصى . .
ثم يجلس قاض متعصب ومتهوس أيضا فيصدر حكما
يسمح للصهيونيين أن يطئوا أرض المسجد الأقصى ،
ويسمح لتلاميذ المدارس منهم أن يدخلوه عابثين مستهترتين بقداسته .
ولكن إذا كان هذا هو ما جرته علينا هزيمتنا المريرة ، وما
جره علينا الشقاق والتناحر . . فإن ما حققه أبناء الأمة
العربية حين حاربوا واستشهدوا وانتصروا ، وما حققه
قادة الأمة العربية حين وقفوا صفا واحدا ، لا بد أن يعيد
إلى العرب مدينتهم المقدسة ، ولا بد أن تحقق الأمنية
التي تمناها البطل العربي الملك فيصل ، وهي أن يذهب
المسلم من أي مكان جاء ويدخل مدينة القدس آمنا ويصلي في المسجد الأقصى . .
ولا بد أن نبلغ الهدف الذي أشار إليه الرئيس السادات
في واشنطون ، وهو أن تعود مدينة القدس ، مدينة
عربية تتوافر فيها للمسلمين ومساجدهم ، وللمسيحيين وكنائسهم ، عمرتها وقداستها.
والطريق إلى هذا هو الطريق الذي يشير إليه هذا اللقاء
الذي يتم بين القائدين العربيين ، الملك خالد والرئيس
السادات . . فموضوع هذا اللقاء هو أن الأمة العربية
ومصر في مقدمة صفوفها لا بد أن تبذل أغلى ما تملك
لكي تظل متأهبة لخوض المعركة مرة أخرى إذا لم تستطع
بغير القتال أن تحرر أراضيها المغتصبة ، وتسترد حقوقها
المسلوبة . . وموضوع هذا اللقاء أيضا هو أن هذين
القائدين العربيين الكبيرين يقفان في مقدمة الأمة
العربية لكي تظل متضامنة في صدق وإخلاص حتى يتم
تحرير أرضها المغتصبة . . وحتى تعود مدينة القدس
مدينة عربية ، وحتى تقضي إلى الأبد على أطماع " تهويد
" القدس ومشروعات " تدويل " القدس . . . لتبقى
لأبنائها العرب مسلمين ومسيحيين يعيشون فيها مثلما
عاشوا أربعة عشر قرنا وشعارهم : الدين لله ومدينة القدس للعرب جميعا .
،
،
،