جزاء المعروف

كنت أراجع عيادة طبية، وأنا في قاعة الانتظار لفت نظري أحدهم ينتظر مثلي وبيده جواله يستمع لمقاطع فيديو والصوت مرتفع.

الحقيقة، دهشت من وضعه لأن هناك مراجعين آخرين على مسرح الحدث والجميع مستغرب، وعلى الرغم من ذلك لم يتدخّل أحدهم وأنا أولهم، ومع تدقيقي النظر إلى وجه هذا المراجع تبيّن لي أنه يضع سماعة البلوتوث على أذنه، وواضح أن السماعة تالفة أو ربما منتهية الشحن؛ لذلك كان يعتقد هذا المراجع أن الصوت يصدر من السماعة وليس من الجوال، وعلى الرغم من ذلك التزمت الصمت وعدم التدخّل، ولكن بعد أن جاءه اتصال من زوجته وتحدّث معها وظهرت الفضائح، قلت لنفسي هنا لا بد من لفت نظره فالوضع لا يُسكت عنه، فجئته واقتربت منه ولوّحت إليه بإشارة، بما يعني أن صوتكما يسمعه الآخرون.

وفجأة، قطع الاتصال وبانفعال صرخ في وجهي: "خير إن شاء الله، خلاص دريت فهمنا"، وعالج وضع صوت الجوال للكاتم وأنهى مكالمته، أنا عدت إلى مقعدي وصرت أنظر إليه خلسة وإذا هو يرمقني بنظرة حادّة ثم أنهى مراجعته ودلف، وهو في طريقه للخروج أخذ ينظر للخلف كأنّه يفتّش عنّي يريد أن يفرغ ما تبقى من نفايات غضبه

المصدر : منتديات عبق الياسمين