ويشمل إيذاء النفس جميع المحاولات الأخرى لإيذاء ذاتك دون نية انتحارية، وتشمل الأشكال الشائعة لإيذاء الذات، بالقطع أو الحرق.
تقلبات عاطفية شديدة:
تقلب المشاعر والمزاج هما أمران شائعان كذلك لدى المصابين باضطراب الشخصية الحدية، ففي لحظة يمكنك الشعور بالسعادة، وفي اللحظة التالية تشعر باليأس، كما أن الأشياء الصغيرة التي يتجاهلها الآخرون يمكن أن تدفعك إلى حالة من الانهيار العاطفي.
هذه التقلبات المزاجية شديدة، ولكنها تميل إلى المرور بسرعة إلى حد ما – على عكس التقلبات المزاجية في الاكتئاب والاضطراب ثنائي القُطب – وعادة ما تستمر لبضعة دقائق أو ساعات.
شعور مزمن بالفراغ:
المصابون باضطراب الشخصية الحدية يتحدثون غالبا عن الشعور بالفراغ، كما لو أن هناك ثقب أو خواء بداخلهم، وفي الحالات الشديدة قد تشعر بأنك "لا شيء" أو "لا أحد".
هذا الشعور بعدم الارتياح يدفع المصابين إلى أن يشغلوا أنفسهم بأشياء مثل الطعام، أو المخدرات، لكن لا شيء يُشعرهم بالرضا حقا.
غضب متفجر:
إذا كنت مصاباً باضطراب الشخصية الحدية فقد تعاني من الغضب الشديد، وصعوبة السيطرة على النفس، بمجرد اشتعال الفتيل، وقد تلجأ إلى سلوكيات مثل: الصراخ، أو رمي الأشياء، أو الانهيار التام.
من المهم أن نلاحظ أيضا أن هذا الغضب لا يتم توجيهه دائما إلى الخارج، فقد تقضي الكثير من الوقت في الشعور بالغضب من نفسك.
الشعور بالريبة أو عدم الاتصال بالواقع:
غالبا ما يعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من جنون العظمة "البارانويا" أو الأفكار المريبة حول دوافع الآخرين.
وعندما تكون تحت ضغط فقد تفقد الاتصال بالواقع، وهي تجربة تُعرف باسم "الانفصال" فقد تشعر بضبابية وتباعد كما لو كنت خارج جسمك.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية:
معظم أخصائيي الصحة النفسية يعتقدون أن سبب اضطراب الشخصية الحدية هو مجموعة من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية، مثل الأحداث الصادمة في مرحلة الطفولة.
- العامل الوراثي: فإصابة أحد الوالدين أو الأشقاء باضطراب الشخصية الحدية، تزيد من عوامل إصابة الفرد بهذا الاضطراب.
- بنية الدماغ: هناك دلائل على وجود اختلافات في بنية ووظائف الدماغ لدى المصابين باضطراب الشخصية الحدية، خصوصا في أجزاء الدماغ التي تؤثر على التحكم في الانفعالات والتنظيم العاطفي، ولكن ليس من الواضح إذا كانت هذه التغيرات نتيجة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية أو أنها جزء من السبب.
- التجارب السلبية: معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الشخصية الحدية، قد تعرضوا للإيذاء في مرحلة الطفولة، أو الصدمة، أو الإهمال، أو فصلهم عن أحد الوالدين، أو من يقوم مقامهما في سن مبكرة، ومع ذلك لم يكن جميع الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب قد عانوا من تجارب الطفولة السيئة، كما أن العديد من الأشخاص الذين عانوا منها لم يصابوا باضطراب الشخصية الحدية.
علاج اضطراب الشخصية الحدية:
أظهرت الأبحاث أن اضطراب الشخصية الحدية قابل للعلاج بشكل كبير، كما أن الحصول على مساعدة من متخصص في الصحة النفسية هو أمر بالغ الأهمية؛ لأنه مع العلاج المتسق يمكنك أن تعيش حياة أفضل مع أعراض أقل.
ويتضمن الترتيب المعتاد لخيارات العلاج ما يلي:
العلاج النفسي:
هذا هو العلاج القياسي لاضطراب الشخصية الحدية، وتشمل أمثلة العلاج النفسي، العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الجدلي، كما قد يشمل العلاج العائلة ومقدمي الرعاية الصحية والأصدقاء.
العلاج الدوائي:
قد يوصي الطبيب النفسي ببعض الأدوية للمساعدة على علاج أعراض معينة مثل: الاكتئاب، أو تقلب المزاج.
علاجات أخرى:
قد يكون العلاج في المستشفي أو المزيد من العلاجات المكثفة، ضروريا في أوقات الأزمات.
تقنيات للتأقلم مع اضطراب الشخصية الحدية:
وبخلاف العلاج النفسي هناك خطوات يمكنك القيام بها بنفسك، للسيطرة على أعراض اضطراب الشخصية الحدية، وتشمل هذه الخطوات:
تهدئة عاصفة المشاعر:
باعتبارك شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية، فقد تكون قضيت الكثير من وقتك في محاربة دوافعك ومشاعرك، لذلك قد يكون قبول هذه المشاعر أمرًا صعبًا.
لكن قبول مشاعرك لا يعني الموافقة عليها أو الاستستلام للمعاناة، فكل ما يعنيه هو التوقف عن محاولة تجنب أو قمع أو إنكار ما تشعر به، إن السماح لنفسك بالشعور بهذه المشاعر يمكن أن يسلبها الكثير من قوتها.
حاول ببساطة الشعور بمشاعرك دون حكم أو نقد، اترك الماضي والمستقبل وركز بشكل حصري على اللحظة الحالية، وذلك عن طريق:
- البدء بملاحظة مشاعرك كما لو كنت تشاهدها من الخارج
- شاهد المشاعر وهي تأتي وتذهب كما لو كنت تتخيلها وكأنها موجات
- ركز على الأحاسيس الجسدية التي تصاحب مشاعرك
- أخبر نفسك أنك تقبل ما تشعر به الآن
- ذكِّر نفسك أن مجرد شعورك بشيء لا يعني أنه حقيقة
يمكنك كذلك أن تقلل من هشاشتك العاطفية، فمن المرجح أن تمر بمشاعر سلبية عندما تكون مرهقا أو تحت ضغط، لذلك من المهم الاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية من خلال:
يتبع