ورد لا يقتله الجفاف

إختار صرحاً جميلاً وكبيراً لإكمال تعليمه وقدّم في نهاية دراسته رسالته (التعايش النفسي) لدرجة الماجستير بمادة علم النفس ، وكانت مشرفة رسالته : رئيسة الوحدة النفسية بالجامعه رغم فارق المعرفة والعلم والفكر والمكانة إلا أنها وافقت لتكون المشرفة على رسالته وسط إستغراب الجميع على موافقتها وحين سألها عن سبب الموافقة قالت مبتسمة : لا أدري ! .... وبدأ الشاب التحضير والقراءة والتواجد في مكتبة تلك الجامعه وقراءة الكتب النفسية المتعلّقة بموضوع رسالته .. فبدأ ناصر يشعر أن رئيسة الوحدة ترى فيه طالباً متحمّساً وقادراً على الحصول على تلك الشهادة ... وبدا شيئاً في الشاب غريباً أن تراه بمثله من المتقدمين للجامعه وهذه الصفة ذاتها السبب في إختيارها لتكون مشرفة رسالته... فهو شخص يضع لها قدراً ولا يلغي الحاجز مع من يعلوه مكانه في الجامعه .... وأيضاً ترى في عينيه حديثاً لا يبوح به لأحد ... وإن بادروا للضغط عليه يبتسم ويهرب بتغيير طريقة طرحهم للموضوع ... واكتشفت بالفصل الأول أن الشاب يكتب ذلك الفصل بتغليب العاطفة في الحلول وليس كمبحث علمي يحتاج لتحكيم العقل دون المشاعر ... وبأحد الأيام وبينما كانت تلك المديرة في حديقة كبيره تجاور الجامعه وجدت الشاب يترك أوراق البحث التي كانت بيديه ويتفرّغ للنظر نحو الحديقة وكأن تفكيره يريد عزل العين عن محيط كل من حوله وأخذ الفكر يجذبه لكتابة ما توصّل إليه من معلومه وبدا السعادة عليه ثم دوّنها بورقة من أوراقٍ لا علاقة برسالته إقتربت منه ... ليلمحها من بعيد وبدأ يرتب أوراقه كي تجلس بجانبه وجهّز لها مكاناً وأشار إليها لتأتي وما إن جلست بجانبه سألته: ما الذي تفعله ؟! .. نظر إليها وقال: كما ترين ... المكان هنا غير مؤهل للكتابة ... نظر إلى عينيها الجميلتين وشفتيها الصغيرتين فابتسمت وقالت: هذه النظرات ربما تتسبب في طردك من الجامعه ... أشاح بوجهه عنها ضاحكاً وقال: كيف أصبحتي طبيبه ودكتورة في الجامعه ورئيسة الوحدة النفسية ... قالت دون أن تنظر إليه الوظائف التي أتقلدها لا حصر لها لكنني أشعر أنني بحاجةٍ لمكان هادئ في سنغافوره بعيداً عن العالم ... لاحظ ناصر أن الدكتوره بحاجة إلى إنعاش مشاعرها بملاطفتها لو بكلمة ثناء لها ... نظرت إليه ولا يعلم ناصر معنى جدّية نظرتها نحوه وبدا له أن سؤالها يعني فكر قبل أن تجيب على سؤالها : ناصر ... ما الذي جعل الشجر يضفي بأزهاره ووروده كل هذا العطاء رغم أن الحديقة لا تجد من يهتم لهذا الورد ... قال ناصر: سيدتي سأخبرك عن قصه أرجو أن تنال من إهتمامك ... ثم قام من مكانه وطلب من الدكتوره أن ترافقه لمكانٍ ما ... بالفعل قامت معه وتوجها للطريق الذي تقع عليه الحديقه ونظر أسفل قدميه وقال: ما هذا (اسفلت الطريق) ... إنه إسفلت ... من وضعه ... (مبتسمة) الإنسان ... أشار إلى ورده على طرف الطريق شجرتها قد وطأتها السيارات مراراً ولكنها عادت لتزهر فسألها : لماذا يزهر الورد في هذا المكان ... إبتسمت ... إنه نفس سؤالي وعليك أن تجيب وحتى لا أطيل عليكم أرجو أن تنتظروني في الجزء /2

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

اللهم انصر أهل غزة بنصرٍ من عندك

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور