الرضى بالقضاء والقدر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القضاء والقدر ركن من أركان الإيمان ولا يتم إيمان امرئ إلا بالإيمان بالقضاء والقدر خيرا كان أم شرا وقد تنزل على الإنسان أقدار تؤلمه وتحزن قلبه فيسخط ويغضب ويتحدث بكلام غير لائق به كمسلم مؤمن بكل أركان الإيمان وإذا نزل به خيرا تكبر وتجبر ونسي أن يحمد الله ويشكره وهذا ما يؤدي لغضب الله وسخطه على الإنسان يقول جل وعلى في كتابه الكريم من سورة الحديد (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) )) فكل ما ينزل على الإنسان من قضاء وقدر هو مكتوب عند الله إن كان خيرا أو شر فما عليه إلا أن يتقبله بنفس راضية صبورة غير جزوعة ويحمد الله ويشكره على كل حال ويتقرب لله بالدعاء والصدقات والصلاة فهذه أعمالقد تبعد عنه الحزن والمصائب وتقربه من الله وليكن الإنسان على علم تام إن كل ما يأتي من الله خيرا فكل الابتلاءات خيرا فلا يبتلي الله إلا من أحبه وأحب سماع صوته لاهثا بالدعاء والحمد والشكر والمصائب تهذب النفس وترقق القلب وتجعل الإنسان يشعر بغيره ويحن ويرحم كل البشر ويصبح بقلب جميل وخلق نبيل فلابد لكل إنسان أن يرضى ويصبر ويتقبل كل قضاء ينزل به بإيمان ونفس ثابتة على الحق فكلها أقدار مكتوبة لا تحمل إلا الخير للإنسان مهما كانت مؤلمة ومحزنه يقول الله جل وعلى في كتابه الكريم من سورة الرعد (إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) فلنرح قلوبنا ولنرضي أنفسنا بكل نازلة وحادثة من رب العباد فكلها أقدار مكتوبة ولو كشفت لنا الأقدار لما اخترنا غير ما كتبه الله لنا ولنعلم أن العسر متبوعا باليسر وان الجنة هي جزاء الصابرين الراضين بما كتب عليهم قال الله جل وعلا من سورة الزمر جزاء للصابرين والراضين بقضاء الله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10). فما أحوج الإنسان إلى الصبر وما أجمله متوجا بالرضا *** اللهم ردنا إليك ردا جميلا واجعل نفوسنا صابرة راضية مرضية بكل ما ينزل بها من أقدار والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين بقلم/ وميض رأت النور سابقا

المصدر : منتديات عبق الياسمين