(يَوم و يَوم)

يوم الخميس التاسع من ذي الحجه لعام ألف واربعمائه وثمانيه وثلاثون هجري ، الموافق الواحد والثلاثون أغطسطس-آب لعام الفين وسبعه عشر ميلآدي، يقف أكثر من مليونين حَاج على صعيد عرفات الطاهر قال صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة ) ، أتوا من شتى بِقآع الأرض تركوا الاهلِ والبلاد يرجون الرحَمه والمغفره من رب العباد ، هذا اليوم يقفُ الجميع سواسيه لا فرق بينهم ، يلبسون إحراما واحد ،وروؤس مكشوفه، وأيادي مرفوعه لله عز وجل في الزمانِ والمكان ،لا فرق بين مذهباً وآخر ، لا حَاكماً أومحكوم ، لا فقيراً أوغني ، يصلون صلاه الظهرِ والعصرِ جمعاً وقصراً مُنهمكين بالدعاء والتسبيح والتضرع إلى رب الأرباب بالتوبه النصوح وطلب العفو والمغرفه منهُ جلال في عُلاه ، الجميع على قلباً وصوتاً واحد (لبيك اللهم لبيك) ، لا للقتلِ ولا للتدمير ولا للشحناء والبغضاء ، أنهم هُنا مُجتمعين في بُقعه صغيره بكلِ يُسرً وسهوله ، ما اروع هذا المشهد ، وماروع هذا الوقوف وهذا التعاون بين حُجاج بيت الله الحرام ، هذا المكان الصغير يحتوي هذا الكَم الهائل من البشر أنها قدره الله وحكمتهِ وسماحه الدين الاسلامي ، شُكراً يـ الله . هذا اليوم لا أحد يُزاحم على منصب أو مال أو أي أمراً من أمور الدنيا الفانيه ، كُل ما في الأمر يتوحد الصف ويتوحد الدعاء أنك عفواً تحب العفوِ فأعفوا عنا ، يا من تقف خلف الشاشات وتشاهد أعمل بالاسباب وأترك كل ما هو مُخالف لهذا الدين الحنيف، ديناً حَرم القتل وأنتهاك الأعراض وتدمير الُممتلكات ، ديناً يدعوا للتسامح والتعايش وإعمار الأرض بكل ما فيه خيراً للبلادِ والعباد . أللهم تقبل من الحجاج حَجهم وسَعيهم وأردهم إلى أهليهم وأوطانهم سالمين غانمين وعند الرب من المقبولين . أللهم أحقِن دماء المسلمين في شتى بقاع الارض، أللهم أرحم شُهدائهم ، وأشفي جرحاهم ، وأطعم جائعهم ، وأنعم عليهم بنعمه الأمنِ والامآن والاطمئنان، أنك القادر على كل شيئاً يـ ارحم الراحمين . يوم غداً الجُمعه العاشر من ذي الحجه لعام الف وأربعمائه وثمانيه وثلاثون هجري ، الموافق واحد سبتمبر - أيلول لعام الفين وسبعه عشر ميلادي ، عيد الأضحى المُبارك بعد أن يُرمي حجاج بيت الله الحرام جمره العقبه الكُبرى ، يذبح المُتمتع والقارن الهدي ( الضحيه ) في هذا اليوم كل المسلمين في شتى المعموره يحتفلون بهذا العيد السعيد أعاده الله على الجميع باليُمنِ والبركات ، العيد فُرصه لتنقيه النفوس من البغضاء والزعل ، هذه الدنيا أحبتي في الله نحن منها مغادرون ليس لنا فيها بقاء ، لماذا نزعل من هذا ونبطشُ هذا ونحقدُ على ذآك ، فُرصه من الله قُدمت لنا لنزيل السواد من القلب ونلبسهُ النقاء والبياض ، أبداء أنت أيها الانسآن بصله الارحآم والسلام عليهم وأن تعفوا عنهم ، قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من بداء السلام ) لا تنتظر أن يبادورا هُم بل كُن أنت المُبادر وأكسب الجائزه من الله عز وجل ، في وسائل التواصل الاجتماعي وعالم الانترنت نتواصل مع أفكار تختلف معنا وتتفق ، نتلقى منهم الشتيمه وممكن بادلناهم ذلك لحظه غضب هذا اليوم فُرصه أن ننقي أنفسنا من الاخطاء التي أرتكبناها ونعلن العفو والسمآح وننقي أنفسنا من شوائبها . أللهم أنني عبدك السيف الضعيف أمامك في هذا اليوم لقد عفوت عن كل من أساء لي بقصداً أو غير قصد في الواقع أو في عالمنا الافتراضي اللهم بِح منهم وأغفر لهم وتوب عليهم . وكُل عام أحبتي آل عبق الياسمين في خير وسعاده ومن رُقي إلى رُقي. بقلم السيف حصري فقط لمنتدى عبق الياسمين !

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

تَنَفُّسُ بُقولِ اللهِ وَقَالَ رَسُولُهُ عِطْرًا، وَلَا تَتَنَفَّسْ بأهوائك ثُومًا وبصلاً.

( السَّيْفُ)