ماذا يفعل الكفيف عندما يرزقه الله نعمة النظر؟
يكسر عصاه.
هل كان يعلم أن هذه العصا التي كسرها هي معجزته؟ حمايته؟ أثره؟ دليله على الطريق؟
لقد كان موسى شديد الأدب والذكاء.. عندما سأله الله؛ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى..
رد موسى: قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ.
المقصود: أي : أعتمد عليها في حال المشي ( وأهش بها على غنمي ) أي : أهز بها الشجرة ليسقط ورقها ، لترعاه غنمي.
غير أنها كانت تؤنسه و تمشي بجواره فتسانده في الصحراء، و تصرف عنه الحيوانات، و غيرها من التصاريف..
ولمّا رأى الله منه امتنانه إلى عصاه، جعل منها معجزة حمايته هو وقومه فجعلها تارة تشق البحر و أخرى تغلب السحرة..
إن العصا هي كل من يساندنا .. إذا حمدنا الله عليهم صاروا من آيات الإعجاز لنا، وإذا كسرناهم بعد انتهاء المصالح خسرنا كل شيء.
وكما قال لبيد:
أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ.
#خواطر_السائرين
#نورالهدى_الجمّال