الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ يختص بالدفاع عن حبيبنا رسول الله وسيرته العطرةوالخلفاء الراشدين وكذلك الصحابيات رضوان الله عليهم وارضاه ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من وظائف الأنبياء و الرسل
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) )سبأ28 قال الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء/107 إن الله تعالى ذكر الحكمة من بعثه الرسل والأنبياء، وهي قطع الحجة على الناس، لئلا يعتذروا يوم القيامة بعدم بلوغ دعوة الله تعالى إليهم، ومن الأدلة على ذلك: قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِير ) المائدة: 19 قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) النساء: 165 أي: يبشرون من أطاع الله واتبع رضوانه بالخيرات، وينذرون من خالف أمره وكذب رسله بالعقاب والعذاب. وقوله تعالى:( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء: 165 أي: أن الله تعالى أنزل كتبه ورسله بالبشارة والنذارة وتبيين ما يحبه ويرضاه مما يكرهه ويأباه، لئلا يبقى لمعتذر عذر، كما قال تعالى: ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ) طـه:134.إن جوهر وظيفة الأنبياء -زيادةً على إقامة الحجة على الخلق- يكمن في إعداد الإنسان وتطهير نفسه، ليكون صالحاً لمقام العبودية المبنية على الإرادة والمحبة، أي إخراج الإنسان من الدائرة التي يكون فيها عبداً لله بالاضطرار، إلى الدائرة التي يكون فيها عبداً لله بالاختيار، وهي التي يحقق من خلالها إنسانيته وتميزه عن بقية الموجودات. قال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾(البقرة:151)، و قال عز من قائل : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾(الجمعة:2) أرسل الله رسله و أنبياءه رحمة للبشر فهم يعلمون البشر الحكمة و يزكون نفوسهم و يخرجونهم من الضلال إلى النور .يقول الشاطبي : "الشرع إنما جاء بالتعبد، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾(النساء:1)، ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ﴾(هود:1-2) لقد شبه محمد صلى الله عليه و سلم عمله بعمل الفلاّح البصير الذي يعالج الأرض الصالحة متحينًا أوقات الحراثة والنقش والتنقية والسقي، مترصدًا تقلب الأنواء، محددًا -عبر الموسم- أنواع الوظائف والمهام التي يرتبها على نفسه لاستخراج أحسن ما يمكنه -بقدر اللّٰه- من هذه الأرض. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا" (رواه البخاري ومسلم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل ما بعثني اللّٰه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع اللّٰه بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين اللّٰه، ونفعه ما بعثني اللّٰه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى اللّٰه الذي أرسلت به" (رواه البخاي) كان الأنبياء عليهم السلام أوّل من أرسى دعائم الخُلق القويم في الحضارات الإنسانيّة مثل: الصدق، الأمانة، والشرف، الانسجام الأسري، المحبّة، الشجاعة، التسامح، الاحترام، الحياء، الوفاء، الاجتهاد، التواضع، الصبر، التعقل، ضبط النفس، الكرم، السخاء، الشفقة، المواساة، العرفان بالجميل، النيّة الحسنة، احترام الكبير، حماية الصغير، والرأفة بالضعيف، والقرآن الكريم ينقل لنا طَرَفاً من أخلاقهم فأبرز من خلق نوح عليه السلام النصح والأمانة ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) ، ومن خلق إبراهيم عليه السلام الحلم والتأوه ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) ، ومن خلق إسماعيل عليه السلام صدق الوعد ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ).أما في خاتم الأنبياء و الرسل محمد صلى الله عليه و سلم فيقول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّٰهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ وَكَفَى بِاللّٰهِ وَكِيلًا﴾(الأحزاب:40-48) قال تعالى : و إنك لتهدى الى صراط مستقيم " ( الشورى 52) قام محمد - صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى الله، في جزيرة العرب، وفي ثلاث وعشرون سنة، شاملاً بدعوته ما استطاع من أهل عصره، مبتدئاً بدعوة أهله، ثم عشيرته الأقربين، ثم قومه، ثم أهل مكة وما حولها، ثم العرب قاطبة، ثم الناس كافة، مبيناً أنه رسول الله إلى الناس كافة، وأنه رحمة للعالمين، فدخل الناس في دين الله أفواجاً. فالإنسان يحتاج إلى هداية أعلى من هداية العقل، تقود العقل وتصونه وترفعه، وهي هداية الوحي … وحي الله الذي خلق الإنسان، والذي عنده كل ما ينقصه ويحتاج إليه ويشفي آلامه وأسقامه .. هذا هو منطق جميع الأديان وهو فلسفة النبوة. إن الطريق الذي يدعو الأنبياء الناس إليه، هو طريق منسجم مع فطرة الإنسان، لقد عالج أنبياء الله الكرام المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعصف بالحضارات فتصدى لوط عليه السلام للشذوذ الجنسي (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) ، وعالج نبي الله شعيب مسألة الغش التجاري (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)، وجاء يوسف عليه السلام بالتخطيط الاقتصادي للموارد (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) لقد أمدّ الأنبياء الكرام البشرية بالعلوم الماديّة فنقلوا البشريّة نقلات واسعة على سلم الحضارة والمدنيّة معاً، فنوح عليه السلام صنع سفينة عظيمة بناها ليحمل فيها كلّ من يصلح لبناء الحضارة الإنسانية وما تحتاجه إليها حياتهم وسط طوفان هائل ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) ، فكيف قطع الأشجار الضخمة ؟ وبأي آلة ؟ وكيف نقل الأخشاب وصنع الدسر وأشاد هيكل السفينة العظيم بدون مثال ؟ ! فعل ذلك بوحي الله وتسديده ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) ، هذه السفينة وأمثالها هي التي علّمت الإنسان ركوب البحر ولازال نموذجها إلى اليوم قائماً، ولا يخفى أن ركوب البحر نقلة حضاريّة ضخمة سهَّلت على الإنسان السفر ونقل البضائع والعلوم، وأدريس عليه السلام علّم النّاس الخياطة، فأحدث نقلة حضاريّة عظيمة، فباللباس تجمّل الإنسان وتجمل منزله ونما ذوقه حتّى غد ا لكل حضارة ذوقها في الزي والأثاث ، وداود أحد الذين أسهموا في تعليم الناس صناعة الحديد (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) ، وذو القرنين علّم البشرية صهر المعادن ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) وسليمان عليه السلام الذي سخّر الله له الجنّ والرياح وعلّمه منطق الطير فأضاف على من سبقه في تعليم النّاس فنّ العمارة والبناء ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ) ، حسبت ملكة سبأ بلقيس مدخل القصر المصنوع من الزجاج ماء لدقة صنعته، ولا شكّ أن هذه الصناعات أسهمت في تطوير الصناعة والذوق الرفيع والفن الجميل. لقد أمدّ الأنبياء عليهم السلام الإنسانيّة بقوانين تنظم حياتهم الأسرية والاجتماعيّة، فأرسوا دعائم نظام قضائي لحفظ دماء البشرية ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ) ، و في حُكْمَيْ داود وسليمان عليهما السلام في مسألة الغنم تربية وشحذ للاجتهاد( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً) .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 09:05 AM
|