تاخر ياموت قليلا

قصة حقيقية حصلت عندنا قبل ايام هم ثلاثة اخوة رجلين وامراءة بلغوا من العمر عتيا يعيشون على االعلاج مرضى كل الثلاثة والوصل بينهم شبه مقوع فالاخ الصغير بالكويت والاثنان الاخران بالسعودية وكان الطريق يسبب لهم المشقة فلايستطيعان السفر لصعب حالتهم الصحية فكانوا يكتفون بالاتصالات والزيارات التي يقوم بها اولادهم وبالايام الاخيرة تعب الاخ الاصغر تعبا شديدا مابعده الا الموت المحقق وهو نهاية كل حي فحن الى اخته واراد ان يراها قبل الموت احب ان يلقي عليها نظرة الوداع الاخير ويرى اخيه الاكبر الذي دخل في طور جديد من الحياة التي اشرفت على نهايتها فهو قدم مالديه خلال سني عمره المديدة فقالوا له ابناءه الامر صعب بانتقالك للسعودية وا نت بهذه الحالة من المرض والاعياء فاصر عليهم الا ان يرى اخته واخيه قبل الموت
فحملوه كرها بسيارته على سرير طبي فوصل الى اخته بسلام ماخلا الاعياء من السفر لان السفر قطعة من العذاب واباح الشرع فيه قصر وجمع الصلاة والافطار وان زاد العدد عن ثلاثة يجب ان يؤمروا عليهم احدهم الطرد الشيطان فنزل في بيت اخته لم اكن موجودا معهم لكن ذكر لي احد ابنائهم وصور لي الموقف يقول كان مهولا من المودة والحنان والالفة مقرونه بالوداع الذي يقطع القلب خاصة لما التحق بهم اخوم الاكبر الذي وصل يتهادى على اكتاف ابناءه فلماراى اخوه واخته انفجر باكيا وقال ياموت تاخر قليلا حتى ارى اخوتي ................ يقول الابن لماسمعنا الوالد يحدي بهذا الكلام انفجرنا باكين لانه كان منظر انساني تراجيدي يحصل امامنا حقيقي لاتمثيل فيه ولاتزوير للحقائق فالمشاعر لايمكن التمثيل فيها لانها تاتي من صاحبها بطريقة عفوية لاسلطان للنفاق عليها او المجاملة وكان اللقاء عاصفا انهمرت الدموع من العيون مدرارا فهي دموع تواصل الارحام والوداع والالفة والافتراق والفرقة كان الولد يسرد علي قصة ابوه واعمامه ودموعه تكاد تنفجر كالشلال لولا الحياء الذي منعه من انهمارها فالرحم معلقة بالعرش تقول يارب من وصلني اوصله ومن قطعني اقطعه وصلة الارحام واجبة حتى وان ارحامك قطعوا صلتهم فيك فيدك فوق ايديهم كلما كنت كذلك تحصل امامنا مواقف انسانية كثيرة تبقى محفورة بالذاكرة لاننساها على الرغم من ذهاب ابطالها الى العالم الاخر

تقبلوا تحياتي
بقلمي حصريا الان
الذيب

المصدر : منتديات عبق الياسمين