بين البشر والحجر

قامت الصين ببناء السور العظيم قبل أكثر من ألفي عام .....

ولم يكن سورا فقط بل مشروع دفاعي كامل

واعتقد الصينيون بعد الانتهاء من مراسم بنائه بأنهم في آمان من أعدائهم .....

وسيكون خير حامي لهم من الغزاة

وعندما نقرأ التاريخ نجد بأن هذا السور ورغم عظمته وصعوبة هدمه

أو تسلقه .............................قد تم اختراقه ثلاث مرات

في أول مائة عام من إقامته ......عندما أدرك الغزاة بأن نقطة ضعف السور

في حراسه وليس في شموخه

كانت رشوة الحراس وحدها كفيله أن تُفتح لهم الأبواب دون الحاجة لهدم السور أو تسلقه

يقال : إذا أردت أن تهدم الأمم ....فليس أمامك سوى معاول معنوية بحته

فهي اقوي معاول للهدم

أولها ......تفكيك الأسرة الصغيرة بزرع الفتنة بين أفرادها .....ذلك يؤدي لتفكك المجتمع

وتفكك عدة مجتمعات كفيل بأن يفكك مفاصل الدول بزرع الفتنة بين أفراد شعبها

ثم هدم الرموز في حياة تلك الأمم .....ونحن بلا شك لنا باع طويل في هدم

معاني للرموز عبر التاريخ

وتفرقنا وأصبحنا شيعا وخرج علينا الدروز والسنة والشيعة والبربر والعلويين والنوبيين

إما المعول الثالث فهو هدم منظومة التعليم بهدم منظومة القيم والمبادئ

وضياع هيبة المعلم أمام تلاميذه

عندما يذهب احد الوالدين للمدرسة والنيل من المعلم آو المعلمة أمام الأبناء .....عن جهل لا يدركا

بأن هدم هيبة المعلم أمام أبنائهم وبناتهم سيؤدي لهدم هيبتهم أمامهم بعد حين

هنا وقفت احتراما لميركل ....مستشارة ألمانيا

عندما جعلت رواتب المدرسين والمدرسات هي الأعلى بين جميع الفئات

وعندما طلبت الفئات الاخري مثل المهندسين والدكاترة وغيرهم بأن تتساوى

رواتبهم مع المدرسين

فسألتهم كيف أساوي بينكم وبين من علموكم

ضاعت هيبة المعلم .....فضاعت هيبة الأب .....وعندها ضاعت هيبة الرموز في حياتنا

في ظل هذا العالم المفتوح على مصراعيه أمام الجميع ......فما علينا إلا العودة سريعا

ونمد جسور التواصل بين المدارس والمنازل على قواعد من القيم والمبادئ .....بعدما أصبح

تأثير العالم الافتراضي أكثر من تأثير المدارس والجامعات والبيوت على المجتمع

هذا العالم الذي يُعتبر اقوي معاول الهدم في عصرنا الحالي وخرج إلينا بمسميات جديدة

لخوارج العصر الحديث .....فبناء البشر أجمل وأروع من بناء الحجر .

بقلمي ......ابن الجبل

المصدر : منتديات عبق الياسمين