📚 ملخص كتاب " كيف تكون قائدًا أصيلا "
يركز الكتاب على شرح الأصالة والقيادة الأصيلة في ظل اضطرابات الحياة الحديثة، إذ أصبح الأفراد لا يشعرون باليقين والأمان والاستقرار في ظل قيادة غير حقيقية، ما شكل تهديدًا للعمل والأسرة.
1- كن نفسك ولا تقلد غيرك
عندما سُئل العاملون في العديد من المؤسسات كالمديرين والمشرفين، عن الكفاءات التي يحتاجون إلى تطويرها؟ يُجيبون أنهم يحتاجون أن يكونوا قادة أكثر فاعلية حتى يُحدِثوا تأثيرًا كبيرًا في حياتهم وأداء المؤسسات التي يعملون فيها، وحين سُئل المديرون التنفيذيون عن المشكلة الكُبرى التي تواجههم في المؤسسات التي يعملون فيها؟ يُجيبون أنهم يحتاجون إلى المزيد من القادة على كل المستويات، وبناءً على ذلك نجد أن هناك جوعًا إلى القيادة، وافتقارًا إلى القادة، وهذا راجع إلى سببين، أولهما أن كثيرًا من المؤسسات والشركات عبارة عن آلات لتدمير القيادة، إذ تشجِّع الممثلين ولاعبي الدور، وكلاهما لا يصنع قادة فعَّالين، أن فهمنا للقيادة محدود، إذ تُرى صفات القيادة على أنها صفات ملازمة للشخص، وأن القيادة شيء نفعله لبشر آخرين، وليس مع بشر آخرين، ولكي نتجنَّب أسباب الافتقار إلى القادة ينبغي أن يكون القائد أصيلًا، وأن يُنظر إلى القيادة كعلاقة بين القائد والأتباع.
2- أضهر نفسك للأتباع
لكي تنجح كقائد، لا بد أن لديك بعض الإحساس بمن أنت، فزملاؤك من الأتباع المحتملين يحتاجون إلى أن يقودهم شخص وليس جهاز شركة، وبالتالي فلن تُلهِم أتباعك وتستنهضهم وتحفِّزهم إلا إذا كنت قادرًا على أن تُريهم من أنت، وما الذي تمثله، وما تستطيع ولا تستطيع فعله، وبناءً على ذلك فإن إظهار من أنت للناس يتطلَّب منك درجة من معرفة الذات، أو على الأقل قدرًا من الوعي بها، إضافةً إلى كشفها للناس بما يكفي لكي يرفعوا تأثيرهم القيادي إلى الحد الأعلى، فأنت تُظهِر ما تعرفه عن نفسك للآخرين في سياق معين، وهذا يعني إمكانية أن تُظهِر مظاهر مختلفة لهويَّتك في أوقات مختلفة وفي أمكنة مختلفة بناءً على الظرف أو السياق الموجود فيه.
3- امتلاك القائد القدرة على المجازفة
إن إظهار القائد لنفسه ينطوي دومًا على بعض المجازفات، وبخاصةٍ المجازفات الشخصية، فأن تكون قائدًا فعالًا دون مجازفة شخصية هو وهم خطير جدًّا، ومن ثمَّ فإن العلاقة التي تربط القيادة والمجازفة الشخصية تقوم على إدراك أن القيادة هي من أجل هدف، والحِرص عليه، والإيمان بأن المؤسسة التي يقودونها تستطيع تحقيق أهدافها المحدَّدة، والحِرص المطلوب من أجل الحفاظ على الهدف هو (التعاطف القوي) الذي من خلاله يمنحون الناس ما يحتاجون إليه وليس ما يُريدونه، ولا ينسون أبدًا المهمة والهدف والناس، فالتعاطف القوي يتجاوز الاهتمام اللبق بالفريق، إذ يُعد مُحصلة الحِرص الفعلي الذي يوازن بين احترام الفرد وبين المهمة قيد الإنجاز والهدف الأعلى المشترك، فلا يكون القائد مجرد لاعب دور، بل قائدًا فعَّالًا وأصيلًا.
4- القيادة والسياق
إن الأفعال البشرية سواء كانت في إطار القيادة أو غيرها لا تحدُث في فراغ، إذ تكون دائمًا مشروطة بالوقائع الاجتماعية التي يعمل فيها الأفراد، وتُشكِّل هذه الوقائع الاجتماعية جزءًا مهمًّا من السياق، وبناءً على ذلك لا توجد مجموعة قواعد محدَّدة يمكن تطبيقها في جميع الظروف، وهو ما يعني عدم وجود قواعد للسلوك البشري تصح في جميع الأمكنة دون تغيير، فبعض القواعد يمكن أن تعمل في سياق معين، ولبعض الوقت، ومع تغيُّر الظروف والسياق تُصبح غير ملائمة، ولو استمر الإنسان في تطبيقها رغم تغيُّر السياق لوجد نفسه يتعامل مع موقف جديد بينما عقله محشو بقواعد قديمة، أو غير ملائمة للسياق، لذلك لا بد من إدراك أنه لكل مبدأ أو مجموعة من المبادئ حدود يحدِّدها الموقف أو السياق الذي يوضع فيه القائد، وبالتالي فإن كل ما يحتاج إليه القائد هو طريقة تحليل جيدة للسياق الذي يعمل فيه، وإذا وصل إلى تحليل صائب، فإن طريقة التعامل وفق السياق سوف تقترح نفسها، كما سوف يُظهر له التحليل أين تكمن حدودها.
5- القادة والمسافة الاجتماعية
إن القادة الفعالين قادرون على إثارة مستويات من الاستجابة العاطفية والولاء والتعاطف والتآلف والاحترام مع أولئك الذين يقودونهم، وإلى جانب ذلك يكونون أيضًا قادرين على إيصال إحساس بالجدية لتذكير الأتباع بالعمل القائم والهدف النهائي للمسعى الجماعي، إذ إن ذلك يُساعد القادة على الانتقال بمهارة من القرب إلى البُعد والعودة ثانيةً، فهم يقتربون من أتباعهم مع الاحتفاظ بمسافتهم، وبناءً على ذلك فإن الإدارة الماهرة للمسافة الاجتماعية تزداد أهمية يومًا بعد يوم، إذ إن الهرمية والانتقال عبر التراتبية الثابتة التي تجعل كل فرد في المؤسسة مرتبطًا بالذي يليه قد منحت الأفراد وهمًا بأنهم قادة، وقد اعتمد المدير على التراتبية كعكَّاز لتأسيس المسافة الاجتماعية، وفي ظل تلاشي الهرمية، نظرًا إلى ازدياد الحاجة إلى سرعة الاستجابة لرغبات الزبون وتغيُّرات السوق، فإن القادة أصبحوا في حاجة إلى الإدارة الماهرة للمسافة الاجتماعية لكي يروا كل ما يمكن أن يصوغ مستقبل المؤسسة، وبالتالي فهم في حاجة إلى القرب ليعرفوا ما يمكنهم من بناء مستقبل المؤسسة.