📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَّ عليه بجِنَازَةٍ ، فَقالَ : ((مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه)). قالوا : يا رَسولَ اللَّهِ ، ما المُسْتَرِيحُ والمُسْتَرَاحُ منه؟ قالَ : ((العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ ، والعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه العِبَادُ والبِلَادُ ، والشَّجَرُ والدَّوَابُّ)).
#الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي
#المصدر : صحيح البخاري
📕 #شــرح_الـحـديـث 🖍
الدُّنيا مَزْرعةُ الآخِرةِ يَحصُدُ فيها النَّاسُ ثِمارَ أعمالِهمْ ؛ إنْ خيْرًا فخيْرٌ ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ ، وفي الآخِرةِ يكونُ الجزاءُ إمَّا إلى الجنَّةِ ، وفيها الراحةُ الأبدِيَّةُ ، أو إلى النَّارِ ، وفيها التَّعبُ والنَّصَب والشَّقاءُ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو قَتادةَ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَّت عليه جِنازةٌ مَحْمولةٌ لتُدفَنَ ، فقالَ :
● «مُستَريحٌ ومُستَراحٌ مِنهُ» ، أي : إنَّ الجنائزَ والأمواتَ عندَ انتِهاءِ آجالِهِم بيْنَ حَالين : إمَّا أنْ يَستَرِيحَ الميِّتُ ، وإمَّا أنْ يَستريحَ النَّاسُ من الميِّتِ.
● فاستفسر الصَّحابةُ عن معنى قَوْلِه ، فأخْبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ العبدَ المُؤمِنَ بعْدَ موْتِهِ يَستَريحُ مِن تَعبِ الدُّنيا وأذاها بدُخولِه في رَحْمةِ اللهِ ورِضْوانِه ، فيَنْتَقِلُ مِن حالِ التَّعبِ إلى حالِ الرَّاحةِ ، وأمَّا العبدُ الفاجرُ -وهوَ العاصي أو الكافرُ- فيَستَريحُ منهُ العِبادُ والبلادُ ، والشَّجَرُ والدَّوابُّ ؛ بالخَلاصِ مِن فُجُورِه وشُرورِه وأذاهُ ، وهي أفعالٌ تَضُرُّ بالعِبادِ ، وتكونُ سَببًا للهلاكِ لوْ كَثُر الفُجَّارُ ، فيَمنَعُ اللهُ الخيرَ والمطرَ ، فيَهلِكُ جميعُهُم بما فيهِم الشَّجرُ والدَّوابُّ.
وبهذا التَّبيِينِ والتَّوضيحِ النَّبوِيِّ فإنَّ المسلمَ قدْ وُضِعَ أمامَه الاختِيارُ ، فلْيَخْترْ لنفْسِهِ ما أحبَّ ، ولْيَعْمَلْ ولْيَجْتَهدْ حتَّى يكونَ مُستَريحًا في الآخرةِ.
#وفي_الحديث :
● بَيانُ أحوالِ النَّاسِ بعْدَ الموتِ ؛ فمنهمْ شَقيٌّ وسَعيدٌ ، ومُستريحٌ ومُستراحٌ منهُ.
● وفيه : بَيانُ أنَّ ضَررَ الفُجورِ والعِصيانِ يتَجاوَزُ شَخْصَ الفاجرِ إلى النَّاسِ والشَّجرِ والدَّوابِّ.