| الأدارة ..♥ |
|
|||||||
 |
|
#1
06-10-2023, 06:51 PM
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كرامة
"كرامة" التقاها بصدفة كاذبة في محل بيع الكتب المقابل لعملها،فقال: اوه عليااء أنتِ هنا! ابتسمت وهي تنقل بصرها بين عناوين الكتب: أهلاً أهلاً..نعم، هنا كما ترى.. وقف أمامها وقال: كيف حالك يا امرأة؟ مر زمن طويل عنك.. قالت وهي تتناول الكتب الذين قد انتقتهم: بخير، بخير.. معك حق يا.. ما كان اسمك! ابتسمت بوجهه ثم نظرت داخل حقيبتها تفتش عن المال.. قال وقد تظاهر بعدم المبالاة فسحب كتابا آخر لا يعرف اسمه، ولحقها نحو البائع: حساب الكتب هذه معي.. فنظرت له وقالت: تحاسب أنت، تأخذها.. دعك من هذه الحركات.. دفعت وخرجت، فلحقها قائلاً: ما بك! لمَ كل هذا الانفعال.. تنفس ثم ابتسم: أنتِ أنتِ طبعك لم يتغير منه شيء! ضحكت وقالت: هه، ربما.. وسارت، فسار بجوارها: إلى أين الآن؟ قالت: ماذا تريد، قل مالديك.. سأعود للبيت بالتأكيد. قال: مازلت تقيمين في بيتك القديم؟ ضحكت قائلة: كلا، تعرفت على رجل غني، وابتاع لي بيتا وسيارة فراري كهاته.. مشيرة لسيارته بعينها توقف وقال وهو ينظر لأصابع يده: أتقبلين عزيمتي! فنجان قهوة سريعاً.. وقفت أمامه وقالت: إن كنت سأدفع أنا فلا بأس.. عقد حاجبيه وقال: لتفعلي.. فدخلت المقهى أمامه وجلست، ثم نادت النادل وقالت: فنجان قهوة بعد إذنك.. بينما ظل بالخارج قليلاً، دخن سيجارةً، ثم دخل والثانية بيده.. جلس على الكرسي المقابل، فقالت ساخرة وهي تنظر لفنجان قهوتها: ماذا؟ يبدو أنها أفقدتك جزءً من مهاراتك في الكذب المباشر، بت تحتاج وقتاً لترتبها! رفعت نظرها نحوه وقالت ساخرة: معك حق، ولمَ قد تفكر أنت، يمكنك أن تبتاع خادما يحضر الكذبات لك ويلقنك إياها، صحيح! نفث كل الدخان في صدره دفعة واحدة وقال: نزقة.. ستظلين دوماً كذلك.. لقد رأيتك تبتاعين الكتب من هذا المحل الغبي، ولا خاتم في يدك، فعلمت أنك لم تتزوجي بعدي، فقلت لأسأل عنكِ.. ابتلعي لسانك واحذري من قول ما يزعجني، لا تعلمين مالذي يمكنني أن أصنعه بك اليوم! ضحكت ، ثم عاودت الضحك وقالت: اقرصني، بربك.. هه دعني أصدق الذي أراه قالت ببرود و بصوت أشبه بالهمس، وقد اتكأت بكلتا يديها على الطاولة: ماجد المليونير، يمر من شارع المحل الغبي، وينزل ليبتاع منه كتابا، ليراني صدفة! ويشفق علي! أي هراء ذا يا رجل.. نظر لها متلككًا: ن..نعم، لقد كنت أنتظرك حتى تخرجي.. وبصراحة.. أريد أن أخطبك مجدداً! لقد كنت آتي لهنا دائماً، أنتظرك حتى يحين موعد رواحك، لأراقبك حتى تركبين الحافلة عائدة للمنزل.. لم أستطع أن أسامح نفسي، كنتُ كل أهلك، وصحبك.. ووعدتك ألا أذرك مهما حدث، لكن.. صدقيني صديقتك اللعينة لم تتركني وشأني.. لقد أغوتني، و.. ابتلع ريقه وقال: لقد أردت أن أعيش يا علياء! أردت أن أشعر بأني رجل حقيقي.. لا يطلب شيئاً من أحد، يفعل كل ما يريد، ويحقق كل أحلامه! تنهد ثم قال وهو ينظر للخارج: لم أكن لأتحمل البقاء بذاك الضعف، وقد أتيحت لي الفرصة لأمتلك كل شيء، مقابل أن أكون معها وأفسخ خطوبتنا.. نظر لها وقال: كل شيء، مقابلك أنت وحدك! بحاجبين معقودينعاود النظر للخارج: تخيلي هذه المقارنة اللعينة! أذكر ليلتها كيف جلست طوال الليل أحدق بدبلتنا، تذكرت كل شيء رسمناه سويا، وعودنا، تربيتك على كتفي، حبك اللامتناهي، وابتسامتك! تنهد ثم قال: لكن، الحب ليس كل شيء! أحياناً.. لابد من التضحية بأعز ما تكملك لتشتري كرامتك! كانت تحملق به ببرود تام وهي تتكئ بيدها على فمها.. بعد برهة صمت، قالت: وماذا جدّ الآن! هل جئت إليَّ لتخسر كرامتك التي ضحيت لأجلها! أم.. اعادت ظهرها للخلف: أم.. تتصور أن علياء قد تتعاطف مجدداً مع خيبتك! و..دناءتك! قال وهو ينظر لها بعمق: عليااء.. اسمعيني.. اقتربت منه وقالت بهدوء: اسمعني أنت.. ما جئتني لأجله منته؛ لن أعود لك.. هذه الهالة الغبية التي تحيط بها نفسك، يمكنك أن تذهب بها لأي مكان، وأن تقابل بها كل الوجوه إلا علياء يا ماجد.. فأنا من دافعت عنك حين تكاتف عليك أصحابك! وأنا من ضمدت بيديها كل جراحك! أنا من استمعت لك حين كنت في طريقك للانتحار، وزرعت في كفيك الورد لتزهر.. لا أزال أذكر كل شيء كيف كان ولا أزال أجدك ذلك الماجد الذي كنت أحب.. ذلك الذي أعطيته قلادة أمي ليبيعها ويبدأ بمشروع صغير ليجد نفسه! وأنا من كنت أشتري لك كل الهدايا التي كان أصحابك يحملونها لك في عيد ميلادك ليلتئم جرح وحدتك وتشعر أنك محبوب، ولست وحدك! صحيح.. دمعت عينها، فمسحتها سريعاً مبتسمة: هه، صحيح أنا يتيمة ولا أهل لي.. لكن صدقني أنت أقل بكثيييير من أن تكون حتى جدار بالنسبة لي! لقد صنعت منك رجلاً ووالله ما أنت إلا فتات.. وهذا ما أكدته لي حين ذهبت! مال يا رجل! لأجل المال تأتي إلي ويدك بيدها وترتدي دبلتها بدلاً من دبلتي، وتقول: انسي كل شيء! كانت عيناها كما الجمر، فأغمضتهما محاولة الاحتفاظ بدموعها.. بينما كان فمه يرتجف بغية البكاء، وعيناه لا تقدر على النظر لها، صمتت لدقائق ثم قالت وأنفاسها تشتعل حرارة: كنت أراك وأنت تراقبني.. وكنت أعلم أنك لم تخن حقاً.. وأنك ستعود لا محالة.. نظر لها وعينه مليئة بالحسرة، فقالت بحروف بطيئة: ذلك لأنك أضعف بكثييييير من أن تخون يا ماجد! أضعف بكثيير من أن تداوي جراحك وحدك! ولأني كنت أدعوا الله ليلاً ونهاراً أن ينتزع منك كل بركة، وأن يذيقك أضعاف ذلك الذي أذقتني.. نعم، لقد شمتُّ بك حين علمت أن ابنك جاء مريضاً، وأكثر حين خانتك مع صديقك.. كل الأخبار كانت تصلني، ورغم ذلك لم أتوانى لحظة بالدعاء.. أقل ما قد يهوّن علي وجعي أن أراك تلعق الأرض ندما، ثم أدوسك وأمضي فلا أبالي! تنهدت ثم قالت بهدوء مختلف وضحكة جبارة: علياء لا تزال تعمل في ذات المحل.. ولا تزال ببيتها الذي تملكه، ولا تزال تنام ليلها وتخرج بالصباح لتعيش حياتها البسيطة كما تحبها هي.. لا تزال مدهشة وقوية والحب يطاردها في قلوب من حولها، ولا تزال تتمنع، ذلك أنها لا تحتاج أحداً ليربط زنار ضعفها، ولا تحتاج لعون سوى الله.. ولأكون صادقة أكثر.. فبمجيئك ذا استرديت كل عافيتي.. أخذت شهيقاً عميقاً وزفيرا وقالت: اعتذر بالنيابة عني لمالك، وقل له، لم تقبل بك علياء حتى فضلة في حي 
الجميلة سما كل شئ تزينيه بحضورك حتى توقيعي صار افضل بوجودك ..كل الشكر من قلبي لسموك
  اخي الغالي king بحجم السماء شكرا على اهدائك الذي اكسب يومي فرحة ..لا حرمني الله من ابداعك اخي الغالي king شكرا من كل قلبي على اهدائاتك الجميلة لا حرمني الله منك  
الساعة الآن 04:29 PM
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضويتي 
.gif "100 (106)")
العرض العادي
