إن مصطلح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يطلق على الأطفال المعوقين والموهوبين وغيرهم قد يوحي من الوهلة الأولى لمعظم الناس، أن الظروف التربوية التي تسود معظم مؤسساتنا التعليمية التي يتم فيها تعليم الغالبية العظمي من الأطفال العاديين، لا تصلح لتعليم أولئك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينبغي أن توفر لهم ظروفاً تربوية معينة في مؤسسات تعليمية معينة، كي يتمكنوا من التقدم التدريجي في مواصلة تعليمهم الخاص في الحاضر والمستقبل.
ليس هذا فحسب، ولكن مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة من المفاهيم التي أُطلقت حديثاً على الأطفال غير العاديين، إلا أن استخدامه يكاد ينحصر في الأطفال المعوقين أكثر من غيرهم، ولكن هذا المفهوم رغم وجاهته اللغوية الظاهرية التي قد ترضي البعض من مغرمي التسميات الجديدة، إلا أن هذا المفهوم مازال مختلف عليه، حيث تختلف حوله الرؤى ما بين رؤى مساندة تسوق لمفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة، ورؤى أخرى معارضة قد ترى في هذا المفهوم وجهة نظر مغايرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه يكمن في: من منا ليس له احتياجات خاصة؟ والإجابة المنطقية لهذا التساؤل العميق تكمن في: أن كل البشر ذوي احتياجات خاصة بأشكال نسبية وبدرجات متفاوتة، كما أن كل البشر معوقون وجدانياً لسبب أو لآخر، وأن كل البشر موهوبين نسبياً في بعض أنشطة الحياة