فكرة العلاج السلوكي "التفسير المنطقي للعلاج"
في البداية يجب أن يهيئ المريض لأهمية تحمل بعض الأعراض المصاحبة للعلاج السلوكي بسبب توقف أو تخفيف السلوكيات الغير تكيفية أو الرجوع للعادات الايجابية الداعمة والتي قد تظهر كردة فعل سلبية في بداية العلاج حيث تزيد من ضيقة وقلقه نتيجة توقف التعزيز السلبي الذي كان يحصل عليه من ممارستها، ولتجاوز هذه الأعراض نشرح للمريض قاعدة معروفة لديه هي مثلما للعلاجات الدوائية أعراض جانبية غير مرغوبه خاصة الأيام الأولى من قبيل (الخمول، والغثيان والشعور بالدوار، الارق النسيان، النعاس وغيرها)، فللعلاج السلوكي أيضا أعراض جانبية غير مرغوبة خاصة في البداية بسبب توقيف العادات السلبية أو تخفيفها فمثلا توقيف عادة السهر ليلًا والنوم نهارًا - وتغيير هذه العادة بعادة النوم مبكرا والصحيان مبكرا- سيحدث أعراض جانبية غير مرغوبة خاصة الأيام الأولى مثل(الخمول والنزق والنعاس وتشتت الذهن وضعف التركيز).
إذا بحثنا عن سبب استمرار الناس باستخدام العلاج الدوائي حتى النهاية هو فهمهم من الطبيب أو النشرات المرفقة بالدواء أن تلك الاعراض مؤقته وفائدتها أكثر من ضررها، لذلك يجب على المعالج النفسي أيضا تهيئة مريضه للأعراض الجانبية وتوضيح أنها مؤقتة ومع مرور الوقت ستختفي وتصبح داعمة وأحد أسباب رجوعه لحياته الطبيعية حتى نضمن استمرار ممارسة المريض للسلوكيات الداعمه وتوقيف السلوكيات الغير تكيفية، أيضا المعالج النفسي الخبير يمتلك أكثر من مهارة لتسريع عملية الاستمتاع مثل الانشطة السارة والممتعه والمساعدة في تحسين المزاج( مثل اليقظة الذهنية، والاسترخاء العضلي والتنفسي، وزيادة الامتنان، والتفكير الايجابي وغيرها من المهارات).
ولتطبيق العلاج بشكل عملي يجب عليه الاتي:
كسر الحلقة المفرغة التي كانت احد اسباب زيادة درجة الاكتئاب وشعوره باليأس والعجر بالرجوع لممارسته لعاداته السابقة التي كانت تجلب له الاستمتاع والدعم مثل روتينه اليومي، الهوايات، الوظائف التي كان يقوم بها، وتوقيف السلوكيات الغير تكيفية التي تجلب له الضيق والقلق مثل (تخفيف متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والنوم خلال النهار، والسهر الليل والشيشه وغيرها) وهذا سيضمن وجود تغير أيجابي يلمسه هو ومن حوله لذلك سيبدأ يحصل على التعزيز الذاتي والدعم من الاخرين.
فكرة أن شرط الشعور بالراحة والاستمتاع للرجوع للحياة السابقة فكرة مخادعة تأخر العلاج وتزيد من تكلفة المرض القاعدة الصحيحة " السلوك يسبق الراحة" ومثلما اكتسبنا العادات الخاطئة يمكن اكتساب العادات الجيدة مرة أخرى، أي للتجاوز الاكتئاب لا تنتظر الراحة والدافع والاستمتاع ولكن أنهض وتحرك حتى تتجاوز الاكتئاب أرجع للعمل وللعلاقات وللهوايات ولو بشكل تدريجي لكن حافظ على الاستمرارية وأعرف أن البداية فيها صعوبة لكنها ضريبة الشفاء ومع مرور الوقت ستصبح أسهل عليك.
دكتور/ محمد عامر