حديث اليوم
( توجيه نبوي عظيم )
لا تصاحب الفاسق ولا تدخله بيتك فإنه إن رأى منك خيراً كتمه و إن رإى عيباً أشاعه ..
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاَ تُصَاحِب إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُل طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِي»رواه أحمد و الترمذي .
قلت :المؤمن يطبعه ألوف يألف الناس فإن رافقهم أحسن الظن بهم و انبسط إليهم و قد يدعوهم إلى بيته فيطلعون على حاله و أسراره ، وليس الناس سواسية فمنهم المؤمن الذي يخاف ربه والأصيل الذي تربى في أسرة مؤمنة و منهم الفاسق والحاسد و الحاقد . و في الحديث تحذير من صحبة غير المؤمنين من الفساق والحاسدين و المؤذيبن ، فليس في صحبتهم خير في الدنيا و الآخرة وان أظهروا لك خلاف ذلك ، فالصاحب كما يقال ساحب ، فهؤلاء الفاسقون لا يلتزمون في سلوكهم و قولهم وأسلوب حياتهم بمنهج النبي صلى الله عليه و سلم و قد يحملون أفكارًا هدامة و عقائد فاسدة يدخلونها عليك او على ابنائك اثناء حديثهم او سلوكهم او عاداتهم بصورة خبيثة فيوقعونك في معصية الله و قد تصل الى الكفر بالله وتقع تحت سيطرة الشياطين دون ان تدري ، وان مجرد رفقتك لهم و عدم إنكارك لمعاصيهم يعتبر إقرارا منك بالمعصية و يوقعك في المحظور فتجنب صحبتهم غنيمة .
و ( لا يأكل طعامك إلا تقي) فإن المؤاكلة تجلب المؤانسة ويكون كما يقال بينكم ( عيش و ملح ) و قد تستحي منهم و تجاريهم في معصيتهم أو تعطيهم أسرارك ، وهم إن أكلوا طعامك تقووا به على معصية الله و إن دخلوا بيتك تتبعوا عوراتك و كشفوا سرك و سترك ، فإن رأوا خيرا حسدوك عليه و إن رأوا عيبًا فرحوا به و أشاعوه و إن رأوا وفاقا بين أهل البيت حاولوا افساده . أما الأتقياء و الصالحون فان أكلوا طعامك حمدوك عليه و تقووا به على طاعة الله و ان دخلوا بيتك لم يتطلعوا على عيوبك و إن رأوا شيئا ستروه وان رأوا خيرا دعوا الله لك . فلا تصحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي .
فإن اضطررت للتعامل مع الفاسقين بسبب مشاركة دراسة أو عمل أو جيرة أو قرابة فحدد علاقتك معهم و اجعلها على قدر الحاجة و لا تتوسع فيها .
أيها المؤمن المحب : حمايتك لنفسك و لبيتك وأولادك من أهل الفسق ومن كل مضر مؤذ واجبة ففي البعد عنهم غنيمة وسلامة . فاللهم باعد الله بيننا و بين كل مؤذ و مفسد و حفظنا و إياكم من الحاسدين و الحاقدين
و أسعد الله صباحكم بكل خير