ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 16-01-2018, 04:43 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
سيمفونية الموت



كانت جلسة عشاء روتينية .. رغم الظروف والاحتلال الظالم فهم مازالوا مجتمعين يجمعهم حنان ودفئ والدهم .. خصوصاً بعد رحيل والدتهم أيام القصف الأمريكي على العراق ..
كانوا يأكلون في صمت , كلاً منهم يحلق في عالمه الخاص .. بعدها نهضوا وأخذ كلاً منهم طبقة إلى المطبخ .. وبعد ذالك التفوا حول المدفئة يحتسون الحليب في صمت .. كعادتهم أبنائه لا يتكلمون إن لم يحثهم هو على الكلام .. أبتسم والدهم وقال :
ـ ما أخباركم مع الدراسة ..؟.. عزيزي علي . ما أخبارك .. أنت السنة تخرج ..؟..
نظر لوالده نظرات مبهمة لا تحمل أي معنى وقال :
ـ الحمد لله ..
رشيد الرجل الحكيم :
ـ نعم الحمد لله على كل حال ولكن ما هي أخبارك ..؟
قال ببرود :
ـ بخير ..
واكتفى بهذه الكلمة ومضى يفكر بصمت ليُشعر رشيد بالخيبة .. إنه لا يستطيع تحطيم هذا الجبل الصامت .. إنه لا يستطيع اقتحام هذا الحصن الذي حصن نفسه به .. إنه صعب ..
توجه لابنته هدى ذات الثامنة عشر ربيعاً :
ـ وأنتِ غاليتي ما أخبار الدراسة معكِ ..؟
قالت بمرح :
ـ الحمد لله إنها ممتازة .. وما يستعصِ علي فهمه أذهب فيه إلى أخي علي ..
اتسعت ابتسامته وأومئ برأسه :
ـ الحمد لله .. ولكن ما يستعصِ عليك تعالي لي واتركي أخوك لدراسته ..
أومأت له با الإيجاب والابتسامة الجذابة تعلو شفتيها :
ـ حسناً ..
فجأة قال ابنه :
ـ أرى في السماء غيوماً ملبدة .. محملة بما لا يُحمد عُقباه .. ولا أظنني أنهي هذه السنة على خير ..
استغرب والده كلامه :
ـ لماذا تقول هذا ..! الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول : "تفاءلوا بالخير تجدوه" .. يا لك من صبياً متشائم ..
قال وهو يفكر :
ـ أنا لا أتشاءم إنه حدسي ..
فضل الرشيد السكوت عنه واتجه لصغيرة ذو السنتان حسين ..
ـ صغيري حسين تعال عندي ..
نهض علي ..
ـ سأخرج أتمشى قليلاً ..
نهضت هدى وقالت بمرحها المعتاد :
ـ أنتظر ها أنا ذاهبة لأحضر لكم بعض الحلويات ..
ثم وجهت حديثها لأخيها علي :
ـ يا علي .. الحلويات من صنعي .. ستندم إن لم تتذوقها .. إنها لذيذه ..
ضحك والدها ثم قال :
ـ بالطبع لذيذه .. يا بنت أمها ..
قال علي بلا مبالاة :
ـ عذراً هدى ..لا أريد . لا تحسبوني معكم ..
بان على محياها البريء الخيبة انتبه لها والدها فقال لولده بحده :
ـ أجلس يا علي لتناول معنا ..
تنهد و أستند على الجدار :
ـ حسناً ها أنا واقف هيا بسرعة أحضري طبقك ..
ذهبت مسرعه وعلى فمها ابتسامة بريئة ..
ـ حاضر .. دقائق .. بل ثواني ..
وأحضرت لهم الطبق مدته إلى أخيها فأخذ واحده وأكلها بسرعة ..
وقفت أمامه مبتسمة :
ـ هل هي لذيذه ..
هز رأسه :
ـ جيدة ..
وذهب يشيعه والده بنظراته ودعاء على شفتيه ..
جلست ووضعت الطبق أمام والدها ..
ـ هيا بابا تذوقه .. ماذا تنتظر ..
أبتسم رشيد :
ـ حسناً .. ولن أتذوقه بل سآكله كله .. لأني أعرف مسبقاً بطعمه ..
احمرت وجنتاها خجلاً ..
ـ أتمنى أن أكون عند حُسن ظنك ..
ثم وجهت حديثها لمدللهم الصغير حسين :
ـ عزيزي حسين تعال لأطعمك حلوى لذيذة ..
نهض حسين من حجر والده فسحبته وأجلسته عندها بحنان تؤكله :
ـ حبيبي هل هو لذيذ يا حسين ..
أومئ برأسه وهو يأخذ له واحد بيده .. بينما قال رشيد وهو يأكل مستمتعاً :
ـ حقاً هو لذيذ .. سلمت يداكِ ..
توقف عن الأكل و نظر لها بوله :
ـ صغيرتي هدى لقد كبرتي .. أصبحت عروس ..
خجلت وعاتبته :
ـ أبي .. مازلتُ صغيره ..
قال لها بجديه :
ـ كلا لقد كبرتِ .. والدليل عقدك بابن عمك ليلة البارحة ..
أطرقت حياءً ..فابتسم والدها فرحاً .. ثم قال كمن تذكر :
ـ حقاً .. تذكرت .. قال كاظم سيأتي الليلة ويأخذك لتشتري لكِ بعض لوازمك .. سيأتي بعد قليل ..
سكتت ولم تقل شيء لكن ابتسامتها الخجولة كشفت حبها لابن عمها كاظم ..
"إنه يحبها منذ صغره .. وهي تميل له .." كان أبوها يحدث نفسه فرحاً . لقد أطمئن على أبنته .. إن ابن أخوه كاظم من خيرة الشباب ..
** ** ** **
فجأة قطع عليه تفكيره صوت الباب عرف من القادم فأسرع قبل إن يكسروه .."إنهم كالحيوانات .. لا يفهمون .. بل هم أظل سبيلا" صرخ ..
ـ هدى , عزيزتي أرتدي عباءتك ..
وفتح الباب ليدخلوا فوراً وهم يصرخون كلاً بلغه وكلاً بلهجة مختلفة , تقدم اثنان وأمسكا به بعنف وتقدموا إلى داخل البيت ..
وقفت هدى خائفة حاملة بين يديها المرتجفتين حسين الطفل الصغير الذي لا يفهم .." لماذا نحن لسنا في آمان .. وماذا يفعل هؤلاء في بيتنا ونحن لا نريدهم ..؟؟!! "
أسرعت إلى والدها وأمانها في هذه الدنيا ..
ـ بابا.. ماذا يريدون منا ..؟!
طمئنها والدها :
ـ لا تخافي عزيزتي .. لن يحدث إلا ما كتب الله لنا ..
هزت رأسها موافقة وهي تنظر للحيوانات التي تقف أمامها على هيئة بشر ..
(قد يمر زمن طويل و"الحياة رتيبة") كما يقول علي وقد تمر لحظات يحدث فيها كل شيء .. هذه اللحظات قد تُغير مجرى حياتك إلى الأفضل وقد تُغيره إلى الأسوأ ..
نظر أحدهم إلى هدى وخاطبها بالانكليزية ثم تقدم منها بينما التصقت بأبيها خائفة .. قطب رشيد جبينه ..
ـ أبتعد يا عدو الله .. لا تفكر بالنظر لابنتي ..
وضمها إليه وهو يقول لها :
ـ لا تخافي .. لن يحدث لكِ مكروه مادمت حياً ..
قال أحدهم بعربية ركيكة :
ـ ربما لن يحدث لها شيء مادمت حي .. ولكن إن كنت ميتا .. ما لذي سيحل بها ..
بينما قال آخر وهو يصوب سلاحه نحو رشيد :
ـ ولا تعتقد إننا أتينا نلعب معك .. لن نخرج من هنا وأنت حي ..
وأكمل بأسلوب مخيف :
ـ سنقتلك أولاً .. ثم .. سنلعب مع جميلتك ..
ونظر لهدى بنظرات غريبة ..
أمسكت والدها بقوة وصرخت (بابا .. أرجوك .. أنا مرعوبة ..) وأجهشت باكية .. ثم قالت :
ـ بابا دعهم يقتلوني قبلك .. أرجوك ..
قال رشيد بقوة :
ـ إن أغمضت عيني عنها فعين الله ترعاها .. إنها برعاية من يمهل ولا يهمل ..
** ** ** **
جلس الشاب الأسمر الوسيم كاظم أمام المرأة يهندم نفسه سعيداً .. بعد قليل سيتوجه لبيت عمة .. بل بيت من تبقى من عائلته .. تذكر والده وأخوية هادي وفادي .. لقد استشهدوا ثلاثتهم أيام نظام البعث .. ـ لو مازال أخويّ على قيد الحياة لأصبح لكلاً منهما عائلة زوجة وأولاد ـ ثم تذكر عمة سالم الذي استشهد في سنوات القصف هو وزوجته وابنتهما الطفلة الصغيرة تلك البريئة عقيلة .. تذكر عمة الآخر مؤيد الذي استشهد على يد الإرهابيين مع خطيبته ورحلا في ربيع عمريهما .. وأخيراً أمة وأختاه زينب ونور الآتي استشهدن في أحد التفجيرات قبل سنة .. وأخيراً تذكر عزيزته وأخته آمِنة الصغيرة آمِنة التي استشهدت بعد رحلة مع الألم والمعانة إثر جراحها بعد تفجير إرهابي في مدرستها .. والآن لم يبقى سواه وعمة رشيد وأبنائه فقط .. شعر بالألم .. نظر لحالة .. إنه وحيد في هذا البيت منذ عام .. جلس بضع لحظات مع نفسه يفكر في كل الآلام والمعانة التي لاقاها .. نزلت منه بعض الدموع الحارة لكنة سرعان ما ابتسم وتفاءل ـ أمامي المستقبل مشرق ومنير أن شاء الله ـ ومضى إلى بيت عمه سعيداً متفائلاً بمستقبل مشرق له وللعراق كل العراق .. كعادته كاظم كما رباه عمه رشيد (كن متفائلاً .. تفاءلوا بالخير تجدوه .. كما يقول الرسول الأكرم)
** ** ** **
قال رشيد لابنته بصوت عال :
ـ بُنيتي أحضري الماء لهم لابد إنهم عطشى ..
قال أحدهم : نعم نحن عطشى أحضري الماء لنا ..
بينما همس رشيد لابنته :
ـ أذهبي للمطبخ ولا تعودي .. أقصد أخرجي من باب المطبخ أنتِ وحسين أذهبي لبيت عمك أبو هادي .. أذهبي لكاظم بسرعة ..
قالت وهي تبكي :
ـ ولكن .. أنت .. لن أخرج بدونك .. أنهم سيقتلونك ..
صرخ رشيد :
ـ أذهبي واحضري الماء لهم .. بسرعة ..
ذهبت للمطبخ وهي تحمل أخيها .. وتقدم أحدهم لوالدها وصار يسأله بعض الأسئلة و فجاءه هجم عليه و أوزعه ضرباً وركلاً..
بينما مضى أحدهم إلى هدى في المطبخ .. فوجدها عند باباً سري ..
نهض رشيد بصعوبة بعدما تركه الجندي .. وسمع صراخ ابنته وصوت إطلاق نار.. أسرع للمطبخ رغم صراخ أحدهم وتهديده له إن لم يتوقف فسوف يطلق النار عليه .. دخل المطبخ فوجد ابنه الصغير حسين ملطخ بالدماء وابنته جالسة في الزاوية ترتجف من الجندي الواقف أمامها أسرع للجندي ورماه أرضاً ثم أسرع لهما وحمل طفلة الذي لم يفهم معنى الحياة ليفهم معنى الموت .. تساقطت دموعه على ابنه الصغير.. لقد رحل حسين .. رحل ولن يعود ..
نهض الجندي غاضباً قال وهو يشهر سلاحه أمامهما :
ـ انهضا أيها الـ .. هيا بسرعة إلى الخارج ..
حمل صغيره ونهض وسارت خلفه هدى وهي تبكي حسين الصغير وتبكي خائفة .. قال رشيد معاتباً :
ـ لماذا لم تخرجي كما أمرتك ..؟
قالت وهي تمسك به بقوة :
ـ لم أستطع تركك وحدك .. لست خائنة يا أبي ولست عديمة إحساس .. أنت أعز من نفسي عليّ ..
ثم قالت وهي تنظر لحسين جثة هامدة :
ـ بابا .. لقد رحل حسين .. رحل ولن يعود .. لن نراه مرة أخرى .. لن نسمع صوته الملائكي ..
أبتسم والدها حزيناً :
ـ عزيزتي .. " الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة " .. أعتقد إنك لن تسمعي صوتي بعد اليوم ..
نظرت له معاتبة بشده وصمتت ..
***
وقف رشيد أمام الجنود لاشيء يهمه سوى أبنته هدى و علي الذي لم يعد بعد .. أمسك بيد ابنته المرتجفة وضغط عليها يطمئنها فابتسمت ابتسامة صفراء مليئة بالخوف والرعب ..
قال أحدهم :
ـ أيها الإرهابي .. ألم أقل لك لا تتحرك ..
قال رشيد :
ـ أنتم الإرهابيون .. نحن مسالمون في وطننا لم نفعل شيء .. من ظالم لظالم .. وسنصبر وسنتحمل .. إلى أن يشاء الله ..
ضحك أحدهم ملئ فمه ثم ردد جملة رشيد الأخير :
ـ إلى أن يشاء الله .. إذن انتظر إلى أن يشأ لله .. إلى أن يظهر ذالك الموعود منذ 14 قرن ..
أبتسم رشيد ونظر للجندي بطرف عينية :
ـ نعم سننتظر إلى أن يظهر الموعود
ثقة رشيد وقوة لهجته أخافت الجندي المسلح فتراجع للوراء قليلاً مقابل ذالك تقدم أحدهم ورفع سلاحه وصوبة نحو رشيد :
ـ يبدو إننا دللناك كثيراً لتجادلنا .. وقد أمرنا بقتلك .. ما بقي من عمرك لا يتجاوز بضع دقائق ..
وأطلق عليه عدة رصاصات أردته صريعاً على الأرض .. في لحظات حدث كل شيء .. هدى لم تحملها قدماها .. سقطت عند والدها صارخة :
ـ بابا .. أرجوك لا تمت .. كيف سأعيش بدونك .. ماذا أفعل مع هؤلاء المجرمون الذين لا يعرفون معنى الإنسانية ..
نظر لها بطرف عينيه الدامعتين .. لكنه لم يستطع الكلام.."الهي ما لذي سيحل بها بعد موتي.."
سحبها أحدهم من عند والدها وأمانها في هذه الدنيا لتلاقي مصيرها المحتوم .. لتلاقي ما لاقته ألآلاف الفتيات أمثالها .. أما رشيد والدها المسكين كان يسمع صراخها وقلبه يشتعل نار ..
مؤلم ما يحدث لهدى هذه الدقائق .. ومؤلم إن يحدث لها بمسمع من والدها الغيور ولا يستطيع أن يحميها من هؤلاء الذئاب .. فأيهما أكثر إيلاما .. !؟
علي ـ جبل الصمت المُحصن ـ كما يسميه والده .. عاد من نزهته وسمع الصراخ وقف عند الباب ينظر خلسة .. يا ترى ماذا يحدث؟!..
عندها عرف إن هذه اللحظات ليست رتيبة بل حدث كُل شيء وانتهى الأمر في هذه اللحظات .. هذه اللحظات قد غيرت مجرى حياته إلى الأسوأ .. عرف إن كُل شيء قد انتهى .. والده وحسين قد رحلا .. حتى هدى ماتت .. ما حدث لها هو الموت الحقيقي ..
تناول عصا جده القديمة ـ لقد رحل جده لكن عصاه مازالت مكانها حيث كان يضعها دائماً معلقة عند الباب ـ انتقض عليهم .. وما كان باستطاعته أن يفعل أمام هؤلاء المجرمون .. قرر أحدهم قتله .. لكن الآخر أوقفه قائلاً :
ـ دعه سنعتقل هذا الإرهابي ..
وسحبه اثنان وهما يركلانه ويضربانه في كل مكان من جسده الضعيف أما هو فكان يصرخ ..
ـ رباه .. انتقم لنا من يزيد وأحفاده .. أبي .. أنا أحبك .. أحبكم جميعاً أبي .. هدى .. حسين .. وأمي التي رحلت ..
وانقطع صوته عن هدى ورشيد لقد أخذوه ورحلوا معه بعد إن خلفوا ورائهم دمار شامل .. وعائلة أفنيت في ثواني ..
أما هدى فلم تستطع فعل أي شيء .. ما حدث لها شلها كلها .. نظر لها الجندي الأخير بعد إن أخذا هو وأصحابه ما يريدوه هل يتركها .. ولماذا تعيش .. إنها لا تستحق الحياة وماذا نريد منها الآن .. إنها أشبة بذبابة .. حياتها لا تهم أحد .. ذهب للمطبخ أخذ سكيناً وأسرع لها ..
ـ أيتها العربية المتخلفة .. أنتم لا تستحقون الحياة .. الحياة للأقوى .. للأذكى .. وليست لكم ..
نظرت له وفي عينيها كل الرعب .. يا ترى ماذا يريد أيضاً؟!.. حاولت الهرب منه .. لكنه لحق بها ورماها أرضاً .. ولعبت السكين في جسدها البريء .. ثم وبكل برود غرز السكين في صدرها .. وهو يقول :
ـ أنتم لا تستحقون الحياة .. أنتم مثل الحيوانات أيها الإرهابيون ..
ابتسمت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وقالت له :
ـ نعم نحن لا نستحق الحياة .. الدنيا الدنية لكم .. والآخرة لنا ..
و كانت آخر كلماتها ..
ـ يا .. عـ .. ـلـ .. ـي ..
بعد ذالك حرق جسدها وما زال قلبها ينبض وكأن كل نبضة تقول (مولانا صاحب العصر والزمان .. وهبنا الحياة لك .. يا ملك أرواحنا ) وخرج وكأنه لم يفعل شيء .. عائلة بكاملها أبيدت في دقائق ولحظات .. حتى علي لم يكن أفضل حالاً منهم بعد إن لاقى ما لاقى في أبو غريب وأمثاله .. مات اثر التعذيب .. إنه لا يتحمل شيء ..!!
بعد إن خرج الجنود بدقائق وصل كاظم حسب الموعد .. جاء ليأخذ خطيبته ليتسوق معها .. جاء وكله شوق لها .. وجد الباب مفتوح والناس مجتمعه عند بيتهم .. نظر لهم يستفهم ما لذي حدث .. فقال أحدهم :
ـ لقد داهم الجنود بيت عمك وأخذوا معهم علي ..
بدا مصدوماً لكنه لم يتكلم ودخل البيت بهدوء .. وجد عمه ملقياً وحوله بركة الدماء وبجانبه حسين الصغير.."حتى الطفل لم يسلم منهم .. المجرمون .."
رمى نفسه على عمه باكياً .. وفجأة تذكر خطيبته .. نهض مسرعاً .. وجدها في أحدى زوايا البيت .. ذُهل .."هل أيحق لي أن أتساءل لماذا فعلوا بها كل هذا..؟! لماذا كُل هذا الإجرام ..؟! "
حملها باكياً وهو يردد :
ـ عروستي .. يا ابنة عمي .. وضعها بجانب أبوها وأخوها .. وبينما هو كذالك سمع أنين عمه .. أسرع نحوه ..
ـ عماه .. رشيد .. أنت مازلت على قيد الحياة ..
أبتسم عمه وقال له بصعوبة :
ـ عزيزي كاظم لا تحزن "إن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب" .. يا مهد .. ي .. مد .. د ..
بكى كاظم كُل العراقيين .. " لماذا حينما يُقتل العراقي يكون دمُه رخيص .. كيف يقتلون الآلف ظُلماً ولا أحد يهتم لذالك .. وعندما يموت أحد الجنود المجرمين تقوم الدنيا بقائمتها .. لماذا نموت في اليوم ألف مرة .. ولا نسمع صوت استنكار.. ألسنا من البشر .. ألم يكرمنا الله .. لماذا يهينونا .. لماذا قضيتنا ليست قضية .. يا ترى .. إلى أي درجة وصل الناس .. أين الإنسانية .. ألهي .. أنت مولانا .. فحسبنا الله ونعم الوكيل .. "
نهض كاظم وهو يقول " بعد عدة ساعات سيطلع الفجر .. وستبزغ شمس يوماً جديد .. يوماً مليء بالتفاؤل .. وشمس معها حلم وأمل .. حلم بمهدي موعود .. وأمل بعراق آمن وسالم .. وسنمضي نسير في هذه الحياة متفائلين بغداً جديد .. وعين الله ترعانا .. وتحت ظل الولاية .. "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" .. ولكن يا ترى هل عمي آخر القتلى أم إن شبح الموت مازال يرفرف على العراق ..؟! "
أسدل الستار على المسرح وانتهت المسرحية .. انتهى العرض .. ليصفق الجمهور بحرارة بوش وحكام العرب ..
لكن سيمفونية الموت .. حيث أرض الموت والرعب .. لم تنتهي ..
مازال الجمهور يصفق بحرارة .. ومازال يصفق .. ..
وأنا سأصفق لشهداء ..




 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس
    قديم 16-01-2018, 05:26 PM   #2


    الصورة الرمزية مـدى
    مـدى غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 543
     اشراقتي » Jan 2018
     كنت هنا » 08-07-2018 (12:24 AM)
    آبدآعاتي » 40,188[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » التصميم - الكتابة - القراءة
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 16-01-2018, 06:49 PM   #3


    الصورة الرمزية حكآية روح
    حكآية روح غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 106
     اشراقتي » Apr 2017
     كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
    آبدآعاتي » 719,463[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 17-01-2018, 10:08 PM   #4


    الصورة الرمزية سمو الملكة
    سمو الملكة غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 32
     اشراقتي » Feb 2017
     كنت هنا » 14-09-2018 (08:56 PM)
    آبدآعاتي » 6,805[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » الانترنت
     اقامتي »  بغداد
    موطني » دولتي الحبيبه Iraq
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     SMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام 3 وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : سمو الملكة



    شكر وتقدير للغالية سحر الشرق على التصميم الراقي







    رد مع اقتباس
    قديم 25-01-2018, 08:38 PM   #5


    الصورة الرمزية وهج الكبرياء
    وهج الكبرياء غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 494
     اشراقتي » Dec 2017
     كنت هنا » 06-02-2021 (12:33 AM)
    آبدآعاتي » 380,417[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : وهج الكبرياء





    رد مع اقتباس
    قديم 27-01-2018, 02:55 AM   #6


    الصورة الرمزية حكآية روح
    حكآية روح غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 106
     اشراقتي » Apr 2017
     كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
    آبدآعاتي » 719,463[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 27-01-2018, 11:16 AM   #7


    الصورة الرمزية ذبحني غلاك
    ذبحني غلاك غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 40
     اشراقتي » Feb 2017
     كنت هنا » اليوم (09:23 AM)
    آبدآعاتي » 338,507[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام رد وارف النبض وسام رد جليل وسام جواهر الحرف وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : ذبحني غلاك













    رد مع اقتباس
    قديم 28-01-2018, 06:37 PM   #8


    الصورة الرمزية حكآية روح
    حكآية روح غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 106
     اشراقتي » Apr 2017
     كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
    آبدآعاتي » 719,463[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 05-02-2018, 08:33 PM   #9


    الصورة الرمزية عتاب الياسمين
    عتاب الياسمين غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 98
     اشراقتي » Mar 2017
     كنت هنا » 30-05-2020 (04:43 AM)
    آبدآعاتي » 22,949[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Egypt
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: سيمفونية الموت




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : عتاب الياسمين


    التعديل الأخير تم بواسطة سكون الليل ; 17-02-2018 الساعة 05:06 PM

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
طريقة عمل الهوت شوكليت فريال سليمي أطـآيـبُ شّهيـه ✿ 18 18-02-2024 07:33 PM
الوحدة والعزلة قد توصل الانسان الى الموت سحرالشرق عبق تطوير الذات ✿ 24 25-01-2024 01:05 AM
متلازمة الموت المهني او الاحتراق النفسي عيون الريم عبق تطوير الذات ✿ 28 25-01-2024 01:01 AM
الطريق الي حسن الخاتمه فريال سليمي اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 27 09-05-2022 03:03 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 03:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.