الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
وصيتي لكل محزون 2 ( أمير الغرام )
يتبع الوصية السادسة عشرة: ينبغي على العبد أن يعلم أن هذه البلية والمصيبة واقعة ولابد، فهي مقدرةٌ ثابتة لابد من أن تحل بداره، فلا وجه للجزع، والجزع لا يرد فائتاً، وإنما يزيده الجزع بلاءً، ويشمت به عدوه، والله يقول: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [(سورة الحديد]. الوصية السابعة عشرة: لا تدري أيها المؤمن أين الخير، والله -عز وجل- يقول: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة]. لعلّ عَتْبَك محمودٌ عواقبُه****وربما صحّت الأجسامُ بالعلل الوصية الثامنة عشرة: ينبغي أن ندرك طبيعة هذه الحياة، فهذه الحياة كما وصفها الله -عز وجل- بقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [(4) سورة البلد]، فالإنسان يكابد في هذه الحياة، يخرج إليها باكياً، ويتجرع فيها الغصص والأحزان، ويصيبه ما يصيبه من الآلام والهموم، يشقى بلقمة العيش يجمعها، وإذا طال عمره فإنه يتجرع أحزان أهله، ثم بعد ذلك يخرج من الدنيا مبكياً عليه. هذه طبيعة الدنيا، فينبغي على العبد أن يدرك ذلك، فمن ظن أنها محلٌ للراحة والسعادة والأنس فهو مخطئ، فالراحة إنما تكون في الجنة، وقد سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: متى يجد المؤمن طعم الراحة؟، قال: حين يضع أول قدمٍ في الجنة. أما هذه الدنيا فليست محلاً للراحة، فإذا أدرك العبد ذلك من طبيعتها، وعرف حقيقتها فإنه لا يغتر بها، فعليه أن يروّض نفسه على ما يصيبه وينكؤه ويقع له من الآلام والهموم والأوصاب والأنكاد. وقال الشافعي -رحمه الله-: مِحنُ الزمان كثيرةٌ لا تنقضي****وسروره يأتيك كالأعياد فطبيعتها: طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها****صفواً من الأقذار والأكدار الوصية التاسعة عشرة: لابد للعبد في دار الأكدار من أمرٍ يطمئن له، ويتنعم به ويغتدي به وهو اليقين، وعلى قدر كمال يقين الإنسان على قدر ما يكون عنده من الثبات، ورسوخ القدم أمام عواصف المصائب والمحن والبلايا. الوصية العشرون: ينبغي على العبد أن يعالج الصبر، وأن يتجرعه وإن كان مُرًّا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يتصبر يصبره الله))([40])، والمزاولات تعطي الملَكات، وقد قيل: العوائد تنقل الطبائع، ((إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم))(])، فمن يتصبر يصبره الله. الوصية الحادية والعشرون: أن يستعين الإنسان على الهموم والآلام والمصائب بكثرة الذكر والاستغفار، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والله -عز وجل- قد قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا* فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا* وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا* وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [(23-26) سورة الإنسان]. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "لما كان لا سبيل إلى الصبر إلا بتعويض القلب بشيءٍ هو أحب إليه من فوات ما يصبر على فوته أمر الله نبيه بأن يذكر ربه سبحانه بكرةً وأصيلاً، فإن ذكره أعظم العون على تحمل مشاق الصبر، وأن يصبر لربه بالليل، فيكون قيامه بالليل عوناً على ما هو بصدده بالنهار، ومادةً لقوته" الوصية الثانية والعشرون: أن يلجأ العبد إلى الله -عز وجل- بالدعاء والتضرع، وأن ينطرح بين يديه، وأن يتذلل له، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [() سورة غافر]، وقال سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [(62) سورة النمل]. وينبغي على العبد أن يلهج كثيراً كما لهج هذا الشاعر: يا من أجبتَ دعاء نوحٍ فانتصِر****يا من أحال النار حول خليله يا من أمرت الحوت يلفظ يونس**** يا رب إنا مثله في كربةٍ وحملته في فلكك المشحونِ****روحاً وريحاناً بقولك كونِي وسترته بشجيرة اليقطينِ****فارحم عباداً كلهم ذو النونِ وقد قال الألوسي -رحمه الله-: إليك وإلا لا تُشد الركائب****وعنك وإلا فالكلام مُضيَّع ومنك وإلا فالمؤمِّل خائبُ****وفيك وإلا فالمحدِّث كاذبُ الوصية الثالثة والعشرون: لا تُعد شريط الذكريات السيئة، من الناس من يجتر المصائب حيناً بعد حين، ويتذكر تلك البقع السوداء التي مرت به في سني حياته، فيجدد له ذلك الحزن حيناً بعد حين، وإنما ينبغي على العبد أن يوجه تفكيره بطريقةٍ صحيحة إيجابية، فانظر إلى المستقبل، فكر في عمارة آخرتك، وفيما ينفعك في دنياك وما أنت بصدده، فكر فيما يجدي عليك نفعاً. الوصية الرابعة والعشرون: عليك بحضور مجالس الذكر، ومجالس العلم، فإن ذلك يشرح الصدر؛ لأن هذه المجالس هي رياض الجنة. الوصية الخامسة والعشرون: عليك بالنفع المتعدي، فإنه من أعظم الأمور التي يحصل بها الانشراح، إذا ضاق بك أمرٌ فابحث عن مسكين، ابحث عن فقير، ابحث عن إنسان قد تعطلت به سيارته فأعِنه، ابحث عن إنسانٍ بحاجةٍ إلى أحدٍ يعينه على شيء من نوائب الدنيا -ولو كان ذلك يسيراً- فأعنه، تجد انبلاجاً وانشراحاً واتساعاً في الصدر، إذا ضاقت بك الأمور فعليك بنفع إخوانك المسلمين. ألم يقل الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} ) سورة المجادلة]، يفسح لكم في الصدر، ويفسح لكم في الرزق، ويفسح لكم في القبر، الوصية السادسة والعشرون: انتظر الفرج، سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً، يقول صالح بن عبد القدوس في قصيدته المشهورة: لا تيأسنّ من انفراجِ شديدةٍ****كم كربةٍ أقسمتُ ألا تنقضي قد تنجلي الغمرات وهي شدائدُ****زالت وفرّجها الجليلُ الواحدُ ويقول القلانسي: يا نفس لا تجزعي من شدةٍ عظمتْ وأيقني من إله الخلق بالفرجِ الوصية السابعة والعشرون: هناك أمورٌ محسوسة إذا تعاطها الإنسان فإن ذلك يكون سبباً لانشراح الصدر وسعته، فهناك أمورٌ يسميها العلماء بالمفرحات، كالعسل، والزعفران، والتين، والزيتون، والأترنج، فهذه كلها من المطعومات التي يقال لها المفرحات، فإذا أكلها الإنسان كان ذلك سبباً لانشراح صدره، وكذلك التلبينة، كما جاء في حديث عائشة في صحيح البخاري، فقد كانوا يصنعونها لأهل الميت ليخفف ذلك من الحزن عنهم. وهكذا أيضاً الأمكنة، فقد يجد الإنسان الانشراح في بلد أو في حي أو في دار، وهكذا الروائح كالمسك، والطيب، وهكذا الألوان كالبياض والخضرة، وهكذا الجلساء الذين يجد قلبه ينشرح عند مجالستهم، وهكذا المشاهد أيضاً التي يشاهدها الإنسان، فمنها ما يسبب له انشراحاً، ومنها ما يسبب لها غمًّا، وهكذا ما يسمعه الإنسان. ولذلك أحياناً يكون الإنسان هو الذي يجني على نفسه الحزن، فقد يكون حديث الإنسان، وحديث من يجالسه دائماً عن الأمور المحزنة، فتجد المرأة أحياناً يأتيها ولدها بأمرٍ محزن، ويدخل عليها الولد الآخر بخبرٍ مفزع، وتقرأ عليها ابنتها خبراً من الجريدة فيه حادثٌ مؤلم، فيتكسر قلبها وينعصر ألماً، وتبقى حياتها دائماً في هم وغم وحسرة ونكد، وهذا أمرٌ لا يحسن بالعاقل أن يفعله. الوصية الثامنة والعشرون: النفس تكلّ وتمل، وتتعب، ويصيبها ما يصيبها من الألم والحزن والهم، فيحتاج الإنسان إلى شيءٍ من الإجمام والترويح حيناً بعد حين، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدو إلى بعض التِّلاع، وكان يسابق عائشة -رضي الله تعالى عنها- وكان يمازح أصحابه. الوصية التاسعة والعشرون: ابتعد عن المنغصات والمشكلات، من الناس من لا يوفق، إذا جلس مع الناس جرح هذا بلسانه، وآذى هذا بكلامه، وغمز هذا بحركاته، وآذى هذا بتصرفاته، فتقع له مشكلة مع زميله في العمل، ومع ابن عمه، ومع أخته، ومع أخيه، ومع والده، وولده، وزوجته، فهو في غابةٍ من المشكلات، لا يستطيع أن يمسك لسانه، ولا يحسن التصرف، ولا يستطيع أن يعبر بطريقةٍ صحيحة بحيث يحفظ للناس كرامتهم ومشاعرهم، وهذه المشاكل تورث في القلب حزناً وألماً. الوصية الثلاثون: كما يقول العامة: "هونِّها وتهون"، كيف نهون المصيبة؟، يمكن أن نهون المصيبة بأمورٍ متعددة: الأول: أن نذكر ما هو أعظم منها، سُئلت امرأة كثيرة المصائب وهي صابرةٌ محتسبة لا تجزع ولا تتضعضع، كيف تصبرين هذا الصبر وتتماسكين؟ فقالت: ما أُصاب بمصيبة فأذكر معها النار إلا صارت في عيني أصغر من الذباب. وفي الحديث: ((يا أيها الناس، أيُّما أحدٍ من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري؛ فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي))([43]) والأمر الثاني مما يهونها: أن تحمد الله -عز وجل- أنها لم تكن أعظم من ذلك، إذا كُسرت رجلٌ واحدة فقل: الحمد لله أنها لم تكسر الثانية، وإذا كسرت اليد فقل: الحمد لله أنه ليس الظهر. رأى رجلٌ قرحةً في يد الإمام العابد محمد بن واسع -رحمه الله-، ففزع ذلك الرجل منها، فقال محمد بن واسع: الحمد لله أنها ليست في لساني، ولا في طرف عيني. رأى رجلٌ فقيراً مريضاً كفيفاً مقعداً وهو يردد: الحمد لله الذي فضلني على كثيرٍ من عباده، فقال: يرحمك الله، وبماذا فضلك؟ قال: رزقني لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وجسداً على البلاء صابراً. الأمر الثالث: انظر في حال أمثالك، وقد قالت الخنساء حينما قتل أو مات أخوها صخر: ولولا كثرةُ الباكين حولي على إخوانهم لقتلتُ نفسي فالإنسان حينما ينظر إلى حال أمثاله، هؤلاء مات أبوهم، وهؤلاء مات أخوهم، وهؤلاء مات قريبهم فتهون عليه مصيبته، وفي بعض الحكم: الدخان يخرج من كل السطوح يُذكر عن رجلٍ حينما حضرته الوفاة أنه أوصى أمه إذا أقامت له العزاء أن تدعو من لم يصب بمصيبة، لا يحضر إلا إنسان لم يصب بمصيبة، فلما نظرت في وصيته عرفت أنه لن يحضر لها أحد؛ فكل الناس أصحاب مصائب، ونحن أبناء الموتى وسنموت، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [(30) سورة الزمر]. الأمر الرابع مما يهونها: أن ينظر الإنسان في حال من ابتلي ببلوى هي أعظم من بلواه، يقول سلام بن أبي مطيع -رحمه الله-: دخلت على مريض فإذا هو يئن، فقلت له: اذكر المطروحين في الطريق، اذكر الذين لا مأوى لهم ولا من يخدمهم، يقول: ثم دخلت عليه بعد ذلك فلم أسمعه يئن، وجعل يقول: اذكر المطروحين في الطريق، اذكر من لا مأوى له ولا من يخدمه. وأمرٌ خامس مما يهونها: أن نعد نعم الله علينا وأياديه، فإذا عجزنا عن عدها وأصابنا اليأس من حصرها هان عندئذٍ ما نحن فيه من البلاء، وحينئذ نرى البلاء قليلاً كقطرة من بحر بالنسبة لنعم الله -عز وجل- المستفيضة التي يسوقها إلينا صباح مساء. لما قطعت رجل عروة بن الزبير -رحمه الله- قال له ابن طلحة: قد أبقى الله أكثرَك عقلَك ولسانَك وبصرَك، ويديك وإحدى رجليك، فقال: ما عزاني أحدٌ بمثل ما عزيتني به. الأمر السابع مما يهونها: تذكر، قل لنفسك: إنما هي ساعة فكأن لم تكن. كان ابن شبرمة -رحمه الله- إذا نزل به البلاء قال: سحابة صيف ثم تنقشع. انظر إلى الناس الذين ابتلوا بالأمراض، وابتلوا بفقد من يحبون قبل عشر سنوات، وقبل عشرين سنة، وقبل خمسين سنة، وقبل مائة سنة، وقبل ألف سنة، هل بقيت الآلام؟ هل بقيت الحسرات؟ كل هؤلاء الناس الذين ترونهم يضحكون بملء أفواههم، أليسوا قد بكوا في يومٍ من الأيام فذهب عنهم ذلك الحزن؟ فالإنسان يحتاج أن يتصبر قليلاً، ويتذكر أنه صبر ساعة هذه ثلاثون وصية، أسأل الله -عز وجل- أن ينفعني وإياكم بها، وأن يجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين من المسلمين، اللهم ارفع الحزن عن المحزونين، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيراً من دنيانا. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، ولإخواننا المسلمين، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.. أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزله أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه وإن طرفى موصول برؤيته وإن تباعد عن سكناي سكناه يا ليته يعلم أنى لست أذكره وكيف أذكره إذ لست أنساه يا من توهم أنى لست أذكره والله يعلم أنى لست أنساه إن غاب عنى فالروح مسكنه من يسكن الروح كيف القلب ينساه .
الساعة الآن 11:42 AM
|