الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق تطوير الذات ✿ >يهتم بتنميه المهارات وتطوير الذات والسلوكيات , فن التعامل ,بناء الذات , تطوير الشخصية , تطوير النفس , تنمية القدرت الذهنيه والنفسيه , وكل مايتعلق بتنميه وتطوير الذات ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هل بلغنا النهاية ؟
هل بلغنا النهاية ؟ يقولون : حضارتنا العربية قد بلغت نهايتها ؛ انطفأت الشموع ،غارت المياه ، جفت العقول ،ومنا ضاعت البوصلة ... لو صحت القولة فالأمر عاد جدا ، فتلك سنة الحياة ، وكما قال ابن خلدون :فالحضارة كأي كائن حي يجتاز طفولته وشبابه ثم شيخوخته ، ولعلها هي نفس المراحل التي مرت بها كل الحضارت ، بداية من الاغريق والى الدولة العثمانية.. قد نكون في أوج شيخوختنا بعد فترات استرخاء وجمود ، استحلينا فيها اقتصاد الريع وفينا ماتت رغبة العمل .. بل العقل ما مات فينا حتى صرنا كمسلمين ندفع جزية عن رؤوسنا لنحيا في رقعاتنا الأرضية وحدودنا بلا خوف من نيران صديقة أو عدوة ومن كل من قد يحرك الكرسي من تحتنا أو من خلفنا.. لكن السؤال المهم هو : ماذا بعد الشيخوخة ؟ ألا نطمع في حياة أخرى كما حاولت أجيال قبلنا بعد انهيار ؟ أم أننا سنظل نبكي على أطلالنا ورميمنا الذي صار غبارا بلا مقومات ،وما عاد يجدي لبناء ولا إعمار ، لان كل مواد البناء قد تغيرت ، كما تغير الطقس والمناخ ،وكما تحركت الرواسي من منابتها فصارت منطلقا للتنمية والصناعة وتحريك دواليب الاقتصاد ؟؟ في حالتنا العربية التي تعشق ظلمة الأرحام ،فلا أرى لنا مآلا غير القبور : وجوه بالورس ممهورة ، وعقول بالخرافة والجهل متبجحة ،وكبر لايفارق نفوسا منخورة ،وركض بالليل والنهار الى كهوف ماض ولى، نستعيده بنفس العقلية ونفس الكلمات ونفس الايمان ،كونه الوحيد القادر على أن يهبنا الحياة ..أليس هذا دليل جفاف العقل فينا؟ هو ذا الصعود الى الهاوية ،عشق لزعامات الأموات ، يُغيِّب عنا استقراء سنة الحياة ، فيبقينا في الطفالة ،كحجة علينا ،أننا لم نستطع صنع زانات قفز لنا ، لان هوانا كما هي قدراتنا لا تتعدى اجترار مناقب تلك الزعامات واقوالها وبطولاتها ومحاولة النهوض بفكرها بعد أن مرحلها الزمن ، اندرست ، وما عادت لحياتنا تهب الحياة ، ورغم ذلك نصر على تعميمها صورا وبطاقات عبر كل الفضاءات ، ألهتنا عن سقي زهرات الحياة ، فاكتفينا بثقافة الاستهلاك ،تجاهلنا تنمية البيئة والاهتمام بالإنسان ، وتغاضينا عن السرقات ،وفضح ناهبي الأموال .. جف منا العقل بعد ان اقتصر على التفاهات والصراعات ، فكيف نستقرئ سنة الحياة، ونحن نكتفي بالهبات فنستورد كل شيء ممن نسميهم مغضوبين وضالين ؟ لكننا "نرفض الروح التي أنتجت ما نستورده منهم ، وهي روح الحرية الفردية ، والنهوض بالتعليم والبحث العلمي ، والعدالة الاجتماعية ،والمراجعة المستمرة ، ومحاسبة الذات ،وحماية البيئة ،وتنويع الاقتصاد ...." .. تخاذلنا عن أعمدة العلم، والإنتاج ، والاستهلاك ،والقوة العسكرية والاقتصادية ،حتى شخنا ،وصرنا لا نملك ما نواجه به العالم الا نفاقنا ودسائسنا واختلاق الصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية ونزاعات الحدود بيننا ؛صراعات تلهينا عن التفكير في إعادة قراءة تراثنا والنبش بعلم ورؤى جديدة في الحداثة بلا تخف وراء تدين زائف مبالغ فيه ، وتصويتات مدوية ، وإحياء لطقوس خلناها انقرضت ،ومظاهر يعرف الكل انها لا تدل إلا على حقيقتنا التي هي سقوطنا الفكري والمادي .. ورغم هذا الهُوِي فغروب حضارة لا تعني النهاية ، فمثل الحضارة كمثل بيت قديم هوى ليحقق فرصة جديدة لإعادة البناء على اساسات جديدة تنطلق من علوم ومتغيرات للحياة حديثة ، متناسبة وروح العصر وما يبتغيه من متطلبات وأفكار ورؤى ، وتقنيات حديثة مرافقة لثورة علمية وتكنولوجية ومعلوماتية تؤمن بقدرات أبنائها .. ترى هل سنغير ما بأنفسنا حتى نغير حالنا ،ام سنظل عشاق عزف على أمجاد الرميم فلا منه يرجع الصدى ، ولا غيرنا عاد يسمعنا ... " إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "
الساعة الآن 10:57 AM
|