تم تنفيذ مشروع ري قلعة اربيل من منابع المياه في منطقة بستورة شمال شرق مدينة اربيل قرب قرية قلامورتكه، وذلك أبان عهد الملك الاشوري الشهير سنحاريب (705 - 681 ق. م)، وسميّ المشروع باسم هذا الملك الآشوري، الذي قام ببناء سد لخزن مياه الانهار والينابيع وتحويلها عبر قنوات مدفونة تحت الارض الى مدينة الآلهة الاربعة (أربا إيلو: أربيل الحالية). يبلغ طول القناة 21 كم، وقد دوّن سنحاريب اسباب ودواعي حفر القناة على لوح بالخط المسماري، أي تماما مثل الذي يحصل الآن حين يتم وضع الحجر الاساس للمشاريع استبيانا للجهة المتبنيّة ومعلومات عن حيثية المشروع.
وقد كتب في لوح اساس المشروع ما يلي: "انني سنحاريب ملك بلد آشور والعالم، قمت بحفر ثلاثة انهار من جبال خاني، الجبال التي تقع على مرتفعات المدينة، وقمت بضخ مياه العيون من الجهة اليمنى واليسرى الى الانهار الثلاثة، بعد ذلك قمت بسحب المياه على شكل قناة مستقيمة الى وسط مدينة الآله الكبير عشتار ووطن السيدة الفاضلة."
هو مسيل ماء جبلي واسع نوعا ما ، يقع على مسافة 9 كم شمال شرق قضاء الشيخان وينبع النهر من الجبال والاراضي الواقعة شمالا ويبلغ طوله حوالي 60 كم تقريبا ، يجري باتجاه الجنوب فيخترق العديد من القرى الى ان يلتقي بنهر الخازر...
عندما عرف الملك الآشوري سنحاريب ان بلده يتعرض الى جفاف وقلة سقوط الامطار وشحة مياه نهر دجلة وضع مخططا هندسيا تمثل بحفر ساقيته الشهيرة في قلب الجبل القائم عموديا على النهر ، وتم رفع الماء الى المنسوب المطلوب ليسيل في هذه الساقية التي تؤدي الى سد جروانة والاراضي الزراعية القريبة منه والماء الزائد عن الحاجة يرسل الى نهر الخوصر ليصب اخيرا في نهر دجلة ...
ولا تزال اثار السد شاهدة للعيان ويبلغ طول السد 280 م وارتفاعه 9 م وعرض 20 م .. تصل اليه المياه عن طريق خمسة سواقي رئيسية ويتألف من 13 فتحة لتصريف المياه .. والسد عبارة عن مكعبات من الحجر مشيدة بشكل هندسي علمي رائع ، بلغ عدد الاحجار المستخدمة في بناءه 2 مليون حجر وزن كل منها يبلغ بين 250 إلى 500 كغم، ، وتقول المصادر التاريخية ان سنحاريب أقام بحيرة كبيرة للاستفادة من المياه الفائضة عن هذه القناة في السقي والزراعة..
استفاد الاشوريون من تجربة الرومان في استثمار الطاقات البشرية الهائلة بابخس الاثمان في بناء المشاريع الستراتيجية .. لذا استخدموا في بناءه آلاف الرجال من الاسرى الذين وقعوا في ايديهم خلال حروبهم المتعاقبة كما استخدموا الثيران الضخمة المدربة في عمليات السحب والسحل..
كان السد كذلك يقوم بجمع مياه الامطار لفصلي الشتاء والربيع من خلال عشرات الينابيع المتدفقة في الوديان بالاضافة الى المياه الواردة اليه من نهر الگومل وكانت المياه تخترق السهل جنوب السد وتحوله الى اراضي مروية والمياه الزائدة تصرف الى نهر الخوصر بواسطة مبازل حيث تعزز مياه نهر