عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2024, 11:12 AM   #118
مبتدئٌ !


الصورة الرمزية عبدالعزيز
عبدالعزيز غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 671
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » اليوم (09:40 AM)
آبدآعاتي » 46,634[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
 الاوسمة »
وسام قيثارة حرف وسام سراج حرف مخملي وسام نبض اسطوري وسام قصة من ابداعكم 
 
افتراضي دنيا !



أيها المقيتُ لنعقدَ هذه الليلة عقدًا ينتهي مع آخر نقطة في السطر ، فإني أشعرُ بضيقٍ شديدٍ ولم أجدْ من أبثُّه ما يعتلجُ بقلبي سوى الورق ، وأنتَ السبيلُ إليها فهلم لساعةٍ فقط ثم اغربْ !
لما عاد مُهاجرة الحبشة إلى المدينة استنبأهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أعاجيب ما رأوه في الحبشة ، فقص عليه عبد الله بن جابر رضي الله عنهما حديث العجوز التي مرتْ بفتى وهي تحمل قلة على رأسها ، فوضع إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرَّتْ على ركبتيها وانكسرتْ قلتها ، فقالتْ له : ستعلم يا غُدَرُ إذا وضع الله الكرسي ، وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، ستعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا !
حديث تقشعرُّ منه الأبدان ، وترتعد الفرائص وتجثو الركب ! فو ايم الله ، لو استشعرنا عظمة ذلك اليوم وأهواله وقد بلغت القلوب الحناجر من الرعب وشابت الولدان لأقلعنا وأنبنا ، ولكن ما زال الشيطان متربِّعًا على عرشه وعلى من زاغ من القلوب ، وما زال يجري من الإنسان مجرى الدم حاثًّا على الهيام بالعجوز المتصابية ، آمرًا بالعدو دون كللٍ أو سأمٍ خلف بريقها الأخاذ وهي العجوز الفوهاء الشوهاء المتسربلة بالحلي والحلل لتخفي قبائحها وأدناسها وما يُؤْنفُ منه !
وهذا الحديث يذكرني بتلك العجوز التي قالت : عندما خلع سابور ذو الأكتاف أكتاف سبعين ألفًا من تميم وبكر : إنَّ لهذا قصاصًا ولو بعد حين !
يا الله ! أهل جاهلية يعلمون هذا ويوقنون به ! ونحن من نشأ في كنف الإسلام وتحت جناح أهل مسلمين نقترف الظلم ونجترح التجاوز ، ولا نأبه ونحفل وكأن أبواب الفردوس لا تفتح إلا لنا ! ومرورنا على الصراط يخمد ألسنة جهنم (اللهم ارحمنا في ذلك اليوم العصيب واسترنا بسترك الذي لا يكشف وعاملنا بلطف ورحمتك وإحسانك ولا تعاملنا بعدلك يا ذا المئة رحمة) .
لا عجبَ في لهاثنا خلف هذا البريق الأخاذ ! فما نحنُ فيه دنيا الخلود والنعيم الأبدي الذي لا يعقبه ظعون ولا زوال !
دنيا (من العلو والعظمة) فما لأبصارنا لا تؤخذ ! وقلوبنا لا تصبو ! وأقدامنا لا تكل ، وألسننا لا تلهث !
دنيا (لا هرم فيها ولا سقم ولا موت ولا يتخللها شجى ولا كدر) !
دنيا (ملئتْ أنسًا وسرورًا وبهجةً ووصلًا ونقاءً وطهرًا) !
أيها المتعجِّبُ من حديثي : أجلْ ناظركَ فيما بين المشرقين لترى ما يخلب ويسحر ؟! أجسادٌ ملئتْ دنسًا ودرنًا ! قلوبٌ اكتنف من اكتنف منها الظلم والكبر والحسد ! ألسنٌ تلوكُ ما تلوكُ وتنفثُ ما تنفثُ ! أفواهٌ تتمطَّقُ لما تتمطَّقُ ! أيدٍ تمتدُّ لما تمتدُّ !
* هل بعد هذا حريٌّ بنا ألا نراها محط الأنظار ومطمح الآمال وغاية المنى ؟!


الخميس 23/10/1445 هـ 12:55 ليلًا .


 
 توقيع : عبدالعزيز


أجهدني إلقامُ الحجارة ! أخذ مني مأخذه وبلغ مبلغه !


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالعزيز على المشاركة المفيدة: