ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 31-03-2024, 12:59 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (07:42 PM)
آبدآعاتي » 1,633,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
29 يوم الإعدام «في الطريق نحو ساحة القصاص



يوم الإعدام «في الطريق نحو ساحة القصاص»

جلستُ على الكرسي المتهالك في الممرّ الضيق، الذي تمّ طلاء جدرانه حديثًا. فقد تخيّلت نفسي بأنّي في محطة وقود. فرائحة ذلك الطلاء الرخيص تسلّلت إلى رئتي لتبدأ عاصفة هوجاء في رأسي، وشعرت حينها بأنّي سوف أسقط على الأرض. وما إن حاولت التقاط أنفاسي إلّا وأسرة ”حسن“ تقتحم المكان في موكب جنائزي. تتقدّمهم سيّدة ترتدي عباءة رثّة، ومن خلفها أربعة من الرجال؛ جاؤوا لإنهاء الإجراءات الرسمية وإلقاء الوداع الأخير.
لقد كان منظرهم يبعث على الكآبة. فوالد ”حسن“ كهل ذو لحية بيضاء، قد استحال بياض عينيه إلى قطعة من الدم، وكأنّ أحدًا سكب عليها أسيدًا. لقد كان يستند إلى حفيده الذي هو الآخر يبحث عمّن يسنده. أما البقية فهما أخوة ”حسن“. فواحد منهم يحاول أن يظهر نوعًا من التماسك، وكان يدعو الله بصوتٍ عالٍ بأن يتنازل أهل الدم. أما الآخر فلا حول ولا قوة. لقد بدّد هذا المشهد رائحة الطلاء تمامًا، ورحت أعدّ نفسي لمشهد مفجع.
وقبل أن يدخلوا للغرفة أشار أحد رجال الأمن الذي كان يقف بجانب بالباب إلى أحد الموظفين كي يدخلوا المكان. وما إن دخلوا حتى بدأ الجميع بالصُّراخ والعويل، حتى ”حسن“ شاركهم في ذلك. ودفعني ذلك العويل للهروب بعيدًا. وفي أثناء هروبي سمعتها تقول: ”أمك تبلّغك السلام عليك يا ولدي، وهي لا تقوى على الحضور“. بينما كان والده يصرخ قائلًا: في رعاية الله يا ولدي. لو كان الأمر بيدي لطلبتُ من السَّياف قطع رأسي بدلًا منك". وما إن وصلت لخارج المبنى حتى شعرت بأنّي كنت غريقًا، وأنّ أحدًا انتشلني من قاع البحر.
جلستُ على العتبات الرخامية وغطّيت رأسي بكلتا يدي ووضعته بين ركبتي. وأبقيت نفسي على هذه الحال لدقائق. ثم رفعت رأسي من جديد، وأخذت نفسًا عميقًا كي أوهم نفسي بالاستفاقة. وما إن أخرجت آخر نفس حتى توقف إلى جانبي ”باص“ معتم نوافذه مطلية باللون الأسود. فعرفت بأنّها المركبة التي سوف تقود ”حسن“ نحو ساحة القصاص. ومن غير شعور هربت من المكان وعدت إلى الداخل من جديد وكأنّي شخص مطارد. وما إن وصلت للغرفة حتى شاهدت أسرة ”حسن“ تخرج لتتركه وحيدًا. وأشار لي العسكري بالدخول، فعرفت بأنه حان دوري «الصعب» وهو تهيئة إنسان لقطع رأسه.
دخلت مرتديًا عباءة المعالج النفسي التي لم يَبقَ منها غير الاسم فقط. سلّمت عليه ولكنه لم يردّ السلام. سحبت الكرسي وجلستُ مقابلًا له، إلّا أنه لم يرفع رأسه. فنظرت لساعتي ورحت أحدّث نفسي قائلًا: حسن، لم يعد لديك وقت. وهنا رفع ”حسن“ عينيه وكأنه سمع همسات قلبي. ولكن لم تكن تلك النظرات موجهة نحوي، وإنّما كانت لسيّدة سمراء تقف خلفي، لم أشعر بوجودها، ذات شعر أسود داكن. نزلت تلك السيدة بهدوء وجثت على ركبتيها ووضعت رأسها في حضن ”حسن“ وراحت دموعها تنهمر بصمت. لقد كانت تلك السيدة زوجته التي انفصلت عنه قبل سنة.
ولكنّ ”حسن“ لم يحرّك ساكنًا وكأنه يترقب قدوم أحدٍ ما. وفجأة قال بصوت غير مسموع: أين زينب؟ فراحت تلك السيّدة تبكي بصوتٍ عالٍ قائلة: لم أستطع أن أخبرها... وإذا بـ ”حسن“ يصرخ: أريد أن أرى ابنتي ”زينب“... ونظر إليَّ متوسّلًا وهو يقول: أريد أن أرى ”زينب“... ومشاعر الأبوة تلك من ”حسن“ ذكرتني بأنّي لم أتصل بالسائق كي أطمئنّ على أبنائي، فهذا وقت خروجهم من المدرسة. وراحت تقول له وهي تنوح: ”أبو زينب“... سامحني إن أخطأت بحقّك يومًا. وأنا أمام الله أسامحك على كلّ شيء، و”زينب“ ستكون في مأمن.
وفجأة دخل رجل ضخم الجثة ذو لحية كثيفة يحمل في يده كوب شاي فارغ قائلًا: ”حسن“... سوف آخذك للحمام كي تتوضأ وتصلّي ركعتين، وتقرأ ما تيسّر من قصار السُّور. بدأ ”حسن“ يرتجف وكأنّ الأرض تتزلزل من تحت قدميه. لقد كنت أسمع صوت أسنانه وهي تصطك مع بعضها البعض. حتى زوجته لم تستطع أن تُبقيَ رأسها في حضنه. ثم راح يتحدّث بلغة غير مفهومة، وما هي إلّا دقيقة حتى تسرّبت قطرات من داخل سرواله الأبيض لتترك بقعة صفراوية من تحته. ثم استجمعت قواي ورحت أقتبس من كلام الشيخ الذي التقى بـ ”حسن“ قبل ساعتين فقلت له: ”حسن“ عليك أن تغتسل، فعليك أن تصلّي، كي تقابل ربك مستغفرًا وتائبًا. انهض الآن.
نظر لي حسن نظرة قائلًا: أريد أن أرى ”زينب“. ووضع يده على رأس زوجته قائلًا: أخبريها بأنّي متّ مريضًا، لا تخبريها بأنّي أعدمت. وحين خرج متوجهًا نحو الحمام، وقال لي: أرجوك، لا تتركني.. رافقني. وأشرت له برأسي: بأنّي سوف أكون معك. دخل ”حسن“ الحمام وهناك تمنّيت أن ينزلق ويسقط على رأسه ويموت. وبينما كان يغتسل كنت أراقب زوجته التي كانت تظهر عليها ملامح الجمال. لقد نهضت وهربت بصمت عبر الممرّ الطويل. وما هي إلّا دقائق حتى جاء ”حسن“ برفقة اثنين من الحرّاس يأخذونه لغرفة صغيرة لا تتسع إلّا لثلاثة ليصلّي صلاته الأخيرة.




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس
    قديم 31-03-2024, 01:04 AM   #2


    الصورة الرمزية ســـــآرﮪ /✿
    ســـــآرﮪ /✿ متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1039
     اشراقتي » Jan 2019
     كنت هنا » يوم أمس (12:55 AM)
    آبدآعاتي » 5,660[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام 
     
    افتراضي




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 01-04-2024, 01:52 AM   #4


    الصورة الرمزية وتين
    وتين متواجد حالياً

     
     عضويتي » 47
     اشراقتي » Feb 2017
     كنت هنا » اليوم (12:29 AM)
    آبدآعاتي » 1,599,793[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  عبق الياسمين
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام المئوية الخامسة بعد المليون 
     
    افتراضي رد: يوم الإعدام «في الطريق نحو ساحة القصاص




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 04-04-2024, 01:28 AM   #6


    الصورة الرمزية رهينة الماضي
    رهينة الماضي متواجد حالياً

     
     عضويتي » 815
     اشراقتي » Aug 2018
     كنت هنا » يوم أمس (11:30 PM)
    آبدآعاتي » 1,475,948[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  عبق الياسمين
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     SMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام المئوية الرابعة بعد المليون وسام 
     
    افتراضي رد: يوم الإعدام «في الطريق نحو ساحة القصاص




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : رهينة الماضي






    الف شكر اخي تاجر الاحزان على التوقيع الرائع









    رد مع اقتباس
    قديم 22-04-2024, 05:58 AM   #8


    الصورة الرمزية ♥..αмαℓ
    ♥..αмαℓ غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1056
     اشراقتي » Jan 2019
     كنت هنا » 09-05-2024 (10:56 PM)
    آبدآعاتي » 1,295,009[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » -اللهُم الهُدوء والأمَـان و السَلام المُستديم ..
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام فراشة المنتدى وسام وسام 
     
    افتراضي رد: يوم الإعدام «في الطريق نحو ساحة القصاص




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : ♥..αмαℓ

    +




    " .. عذبة المعاني ..
    اشكرك من قلبي على الاهداء الجميل ماانحرم ..


    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
اجمل اماكن سياحية في براغ ابتسامة الزهر عبق السياحي✿ 17 08-03-2024 04:22 AM
الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة مـخـمـلـيـة اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 41 14-02-2024 05:16 PM
اتهمت إسرائيل بدق طبول الحرب.. إيران تهدِّد بـ"انتقام قاسٍ" من قتلة "زادة" وتين عبق الاخبـار العربيـه والعـالميه✿ 14 10-02-2024 10:32 PM
أردوغان يفتتح أول مسجد في ساحة تقسيم في اسطنبول ضَـيء عبق الاخبـار العربيـه والعـالميه✿ 20 29-08-2023 12:51 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 12:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.