الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هل يجوز للإنسان أن يقول أنا مؤمن ؟ وبيان ذلك - للشيخ العثيمين رحمه الله
هل يجوز للإنسان أن يقول أنا مؤمن ؟ وبيان ذلك - للشيخ العثيمين رحمه الله
-------------------------------------------------------------------------------- قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في تفسيره للآية { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [النساء : 49] : " ومن فوائد هذه الآية الكريمة ؛ النهي عن تزكية النفس ، لأن الله تعالى أنكر ذلك ، كما صرَّح به في قوله { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم : 32]، ومن فروع هذا ؛ قول الإنسان " أنا مؤمن" ، فهل يجوز للإنسان أن يقول " أنا مؤمن" ؟ أو لا بد أن يقول " أنا مؤمن إن شاء الله " ؟ في هذا قولان للعلماء ؛ - منهم من قال لا يجوز أن يقول " أنا مؤمن" إلا باستثناء ، لأن الإنسان لا يدري ما يموت عليه ، والعبرة بالعاقبة ، فقد يكون الإنسان اليوم مؤمنا ويكون غدا كافرا ، ولا يجوز الجزم بشيء مستقبل. - ومنهم من قال : لا يجوز أن يقول " أنا مؤمن" ؛ لا لهذه العلة ولكن لأنه يلزم من قوله هذا تزكية النفس ، والشهادة لنفسه بالجنة ، لأنه إذا قال " أنا مؤمن "، فكل مؤمن في الجنة ، فيلزم على هذا أن يجزم بأنه من أهل الجنة ، وهذا لا يجوز. - ومنهم من علل بعلة ثالثة ، وقال إن الإيمان على وجه الإطلاق يراد به الإيمان المطلق المتضمن لفعل الواجبات وترك المحرمات ، وفعل المستحبات ، وترك المكروهات ، وهذا لا يمكن أن يجزم به العبد ، فما أكثر المستحبات التي لا نفعلها ، بل والواجبات ، وما اكثر المكروهات التي نفعلها ، بل والمحرمات ، وعلى هذا فيجب أن يقول : " أنا مؤمن إن شاء الله ". - وقال آخرون : لا يجوز أن يقول " أنا مؤمن إن شاء الله "، لأن هذا شك ، " أنا مؤمن إن شاء الله " شك ، والشك في الإيمان كفر ، إذ أن الواجب في الإيمان الجزم ، والتردد فيه ؛ كفر. * ولكن القول الراجح في هذه المسألة ، أن يقال : ما الحامل على قول الإنسان " أنا مؤمن " ؟ وعليه يترتب الحكم : 1- فإذا كان الحامل له تزكية النفس فهذا القول حرام، لأن الله يقول ، إيش؟ { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ } ثم إن هذا فيه الإدلال على الله – عز وجل - والمنة عليه ، والله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الحجرات : 17] ، فإذا كان قوله " أنا مؤمن " للإعجاب بالنفس فهذا لا يجوز ، لأنه تزكية للنفس ، ومنهي عنه ، فيكون حراما. 2- وإن كان المقصود بذلك الخبر ؛ يعني بقوله أنا مؤمن ؛ لست بكافر ، فهذا لا بأس به ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام للقوم الذين لقيهم في طريقه إلى الحج : « من القوم » ؟ قالوا : المسلمون ، فأقرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك ، لأنهم يريدون بذلك إيش ؟ الخبر، فإذا قال الإنسان أنا مؤمن ، يعني لست بكافر ، فلا بأس ، ولا يلزم على ذلك اللوازم التي ذكرها من منع قوله " أنا مؤمن" ، طيب. 3- أما القسم الثالث أن يقول : " أنا مؤمن "، نعم ، أما إذا قال " إن شاء الله "، إذا قال " إن شاء الله "، يعني بمعنى إذا ربط إيمانه بالمشيئة ، فهذا ينظر في التفصيل ؛ - إن قصد به التردد فهو إيش ؟ كفر، يعني مثلا قيل له : أنت مؤمن ؟ قال: إن شاء الله يعني ، متردد ، فهذا كفر ، لأنه لا إيمان مع شك ، بل لا بد من الجزم. - وإذا كان الحامل له على ذلك ، نعم ، أن إيمانه كان بمشيئة الله ، لا بحوله وقوته ، فهذا لا بأس به ، لا بأس ، ليش ؟ لأن الشيء المحقق قد يربط بالمشيئة ، إشارة إلى أنه يكون واقعا بمشيئة الله ، ومن ذلك قوله تعالى { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} أي لتدخلنه بمشيئته، لأن الجملة هنا خبر مؤكد بثلاثة مؤكدات { لَتَدْخُلُنَّ }، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قال له عمر : ألست تقول إننا سنأتي البيت ونطوف به ، قال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم " أقلت لك هذا العام ؟ قال:لا، قال :« إنك آتيه ومطوف به » ، قال ذلك في المحاورة بينه وبين عمر في مسألة الصلح ، صلح الحديبية ، ومن ذلك أيضا قول زائر المقبرة « وإنا إن شاء الله بكم لاحقون » ، فإن اللحوق بهم مؤكد ، الموت لا أحد ينكره ، لكن المراد ب " إن شاء الله " أي لاحقون بمشيئة الله ، متى شاء الله أن نلحق بكم لحقنا بكم. - الثالث ؛ إذا كان قصده ب" إن شاء الله" دفع التزكية ، أي دفع تزكية النفس ، وأنه يخشى على نفسه أنه إن لم يقل " إن شاء الله " صار في نفسه شيء من التزكية ، فهنا يكون قول " إن شاء الله " إيش ؟ واجبا ، يكون واجبا. فعندنا الآن – بارك الله فيكم – أن قول الإنسان " أنا مؤمن " : إما أن يقرنه بالمشيئة أو لا يقرنه . · فإن لم يقرنه بالمشيئة فله حالان : 1- الحالة الأولى ؛ التزكية ، وهذا حرام. 2- والحال الثانية ؛ مجرد الإخبار بأنه مؤمن لا كافر ، وهذا جائز. · وإذا قرنه بالمشيئة فله ثلاث حالات : 1- إما أن يكون الحامل له على ذلك ؛ التردد ، فهذا كفر. 2- أو الحامل له على ذلك بيان أن إيمانه بمشيئة الله ، فهذا جائز ، لأنه حق. 3- أو الحامل له على ذلك إيش ؟ نعم ، دفع التزكية ؛ تزكية النفس ، فهذا واجب. وهذا التفصيل هو الذي تجتمع به الأدلة."
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 04:34 PM
|