الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قلعة طرابلس .. الأعجوبة المعمارية التي أشاح الزمان بوجهه عنها !
واحدة من سلسلة حصونٍ وأبراج.. وهي ذات مقاييس ضخمة ومستطيلة الشكل
قلعة طرابلس:- تختزل كل قلعةٍ سائر الأحداث التي عاصرتها خلال مسيرتها وتاريخها القديم، ويمثل صمود معالمها إلى يومنا هذا؛ دليلاً دامغاً على براعة معماريها من جهة، وقدرتها على الصمود في وجه التحديات الجسام التي عايشتها من جهة ثانية. وغالبية القلاع المنتشرة في بلاد الشام؛ شهدت عبر مسيرتها مواجهات وحروب دفاعية في مواجهة الحملات العسكرية القادمة من خارج المنطقة بغرض السيطرة على ثرواتها، أو بغية تعزيز هيمنتها الإستراتيجية، أو طمعاً بامتلاك الطرق الرئيسة للتجارة. من بين تلك المعالم التي تنطبق عليها بعض القواسم المشتركة المشار إليها؛ هي قلعة طرابلس الواقعة في لبنان، والتي لم تكن بمعزل عن التحديات المواكبة للحملات الصليبية والمغولية التي استهدفت المنطقة، هذا فضلاً عما شهدته بلادنا من نفاذ القوى الكبرى إليها خلال القرن العشرين وذلك تحت مسميات الحماية أو الاستعمار أو الانتداب. التسلسل التاريخي لما شهدته المدينة و القلعة:- كانت طرابلس تحت الحُكم الفاطمي حتى تمكَّن بنو عمار وهم من أبناء قبيلة كتامة من امتلاكها في العام 1070 م وبالتالي تأسيس دولتهم المستقلة فيها، وقد هاجم الفرنجة الصليبيون المدينة أثناء عبورهم باتجاه القدس؛ ولكن طرابلس افتدت حريتها من خلال نجاحها الصمود. بعد استيلاء الكونت ريموند دوسان جيل (صنجيل) على طرطوس الواقعة أيضاً على ساحل المتوسط وذلك بحدود العام 1103 م؛ فقد شرع الأول في ضرب حصار خانق على طرابلس، والتي سارعت إلى إبرام تحالف مع أتابك دمشق، لتحظى بالتعزيزات المستمرة من جهة البحر الأبيض وذلك على الرغم من تدخل أسطول جنوة الصغير ضدها بشكل مستمر. اجتياح المدينة:- لأغراض تأمين الحماية الإضافية؛ فقد أقام المُحاصِرون للمدينة حصناً على جبل بيليرينوس ( تلة الحجاج المعروفة باسم تلة أبي سمرة) بمحاذاة مدينة طرابلس، عُرِف باسم قلعة صنجيل. بين العامين 1105 و1109 م؛ تواصل حصار المدينة وذلك على الرغم من وفاة ريموند صنجيل، بيد أن المدينة لم تخضع إلَّا حينما هوجمت عبر قوة أكبر بقيادة برتراند نجل ريموند، الأمر الذي حوَّلها إلى مقر لكونتات طرابلس (إمارة) وظلت على هذه الشاكلة حتى انقرضت سلالتهم. في الفترة الواقعة بين عامي 1157 و1170 م؛ تعرضت المدينة إلى هزات أرضية ألحقت بها وبجوارها أضراراً بالغة. في العام 1187 م؛ توفي آخر كونت، وهو ريموند الثالث، لتنقرض بذلك سلالة آل تولوز، ولتنتقل طرابلس إلى تبعية إمارة إنطاكية. وباعتبارها مطمعاً لكل معتدٍ؛ فكل تعرضت طرابلس في العام 1244 م، إلى أضرار بالغة ناجمة عن إغارة المرتزقة الخوارزمية الذين أقدموا على نهبها وإشاعة الفوضى والخراب فيها. نزاعات وكر وفر:- وبقيادة الملك الظاهر ركن الدين (السلطان بيبرس)، فقد تمكن جيشه –وهو أقدر سلاطين المماليك البحرية في مصر- في العام 1266 م، من الاستيلاء على العديد من حصون الحصار قبل وصوله إلى طرابلس. في السنوات التالية؛ دفعت طرابلس ثمن اشتعال النزاعات الداخلية الفرنجية بين بوهمند السابع أمير أنطاكية وغي الثاني أمير جبيل، كما تورط الفرسان العسكريون والمواطنون في هذا النزاع الذي أدخل المدينة في نفق مظلم. في سنة 1289م؛ تمكن جيش السلطان قلاوون قبل وفاة الأخير بعام واحد؛ من السيطرة على طرابلس، وذلك في أعقاب فرضه حصار محكم عليها، ليفرَّ على إثر ذلك المستوطنون الجنوبيون والبنادقة منها على متن السفن وذلك قبل وقت قصير من اجتياحها. ثُم تم تخريب المدينة (المرفأ) الفرنجية كليةً وذلك للحيلولة دون حصول أي إنزال إفرنجي محتمل قادم من قبرص، ليقام حي سكني جديد على السفح أسفل القلعة. تحسينات وترميم:- بين عامي 1307 و1309 م؛ جرت تحسينات واسعة النطاق على قلعة طرابلس من قبل الحاكم العربي سيف الدين أسند مركوجي المنصوري المشهود له تعمير المدينة بطريقة مميزة، وهو الذي أعاد إحياء أجزاء من القلعة ونصب أبراجها. تم ترميم القلعة من جديد وذلك في سنة 1521 م ، أي في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، ولاحقاً تم استخدامها كسجن من قبل الأتراك. أين تقع قلعة طرابلس؟ تقع القلعة في مدينة طرابلس التي تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 80 كيلومتراً، وعن الحدود السورية قرابة 40 كيلومتراً، وهي العاصمة الثانية للجمهورية اللبنانية. وتقع القلعة على رأس رابية تطل على كل أرجاء المدينة وعلى نهر قاديشا. وفي الزمن القديم؛ كانت القلعة تحيط بالبلدة والقبة والميناء، وكان يطلق على التل الذي بُنيت عليه اسم (جبل الراهب). كيف كان الفن المعماري في قلعة طرابلس؟ تعتبر القلعة واحدة من سلسلة حصونٍ وأبراج وهي ذات مقاييس ضخمة ومستطيلة الشكل، حيث يبلغ طولها 136 متراً من المدخل الشمالي إلى أقصى طرفها الجنوبي، والعرض المتوسط يصل إلى 70 متراً. يتم الدخول إلى القلعة من خلال بابٍ خشبي مطلٍ على ممر ثم نرى مجموعةً من الغرف المتعددة والأروقة والأدراج المشيدة بشكلٍ رائعٍ وعجيب. متحف وسراديب:- وفي نهاية الساحة؛ يتواجد متحف للآثار القديمة مع النواويس، كما تتواجد سراديب سرية وأقبية محصَّنة يستطيع المرء من خلالها أن يصبح خارج القلعة، مع قسمٍ خارجي مؤلف من سلسلةٍ من الأبراج والحجب التي تتألف من 25 برجاً وحاجب. هذا إلى جانب الخندق الذي حُفر في الصخر متجاوزاً طوله السبعين متراً وعرض الخمسة أمتار والعمق بين المترين والثلاثة أمتار. تجديد البرجين:- وقد تم تجديد برجي القلعة من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني في بدايات القرن السادس عشر الميلادي. لا يتجاوز طول البرجين مستوى الخمسة أمتار، في أعلاهما أرفع فتحاتٍ والكثير من المكاحل مع شرفاتٍ حربية، تربطهما أعمدة قديمة وتزيد من قوتهما. كما يمكن مشاهدة مركبة تتألف من أربعة حجب وسبعة أبراج في أعلاها عشر فتحاتٍ للمدافع وما يقارب العشر مزاغل، تتميز بسماكتها التي تصل إلى 7 أمتار. وهناك بابان صغيران غير الباب الرئيسي لا يكادان يكونان مرئيين، حيث يقع أحدهما في قاعدة البرج الثاني و العشرين والآخر في أسفل البرج الثاني عشر. نوعية الحجارة المستخدمة في قلعة طرابلس:- نوعان من الحجارة المستخدمة في تشييد القلعة بطبيعة رملية وناعمة ، أحدهما بطول 90 سم وبارتفاع 40 سم، والآخر بطول 25 سم وارتفاع 18 سم، تتواجد عليها بض العلامات المنقوشة التي تكشف اللثام عن الخصائص المعمارية الصليبية. وهناك حجارة تبدو أكثر حداثة من النوعين السابقين، تتواجد بكثرة في أبراج القلعة الغربية وهي تنقسم إلى قسمين أحدهما نُحت نحو اليمين أو اليسار، والآخر نُحت بشكلٍ عمودي من الأعلى إلى الأسفل أو بشكلٍ أفقي من اليمين إلى اليسار. وصف ابن بطوطة لمدينة طرابلس:- لقد وصف ابن بطوطة مدينة طرابلس وذلك خلال زيارته لها في القرن الرابع عشر الميلادي قائلاً: “.. ثم وصلت إلى مدينة طرابلس، وهي إحدى قواعد الشام، وبلدانها الضخام، تخترقها الأنهار، وتحُفُّها البساتين والأشجار، ويكنفها البحر بمرافقه العميمة، والبر بخيراته المقيمة، ولها الأسواق العجيبة، والمسارح الخصيبة”. قلعة طرابلس في العصر الحالي:- بالرغم من كون القلعة من أكبر قلاع لبنان؛ إلا أنها لم تحظَّ بالاهتمام اللائق بتاريخها وبعمارتها، إذ لم تلقَ الترميم والحماية المناسبة لرمزيتها، وذلك على الرغم من استقبالها لأعداد كبيرة من الزوار. لم يتبق من القلعة سوى القليل من الآثار العائدة للعهد الإفرنجي، والقسم الأكبر الذي يشهد على تاريخها؛ هو ذلك الذي تم تشييده في عهد الحكمين العربي والتركي لمدينة طرابلس (التي سميت قديما أطرابلس).
الساعة الآن 06:47 AM
|