الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
" الإعجاب "
يقول صاحبي :
الإعجاب فطرة وغريزة إنسانية أودعها الله سبحانه وتعالى في بني آدم ، وهو شعور نابع من الأعماق له تأثيره البالغ في النَّفس ، يُعبَّرُ عنه بكلمات الحسن والجمال كـ : ماشاءَ الله ! سبحانَ الله ! جميل ! ما أجملَه ! رائعٌ ! حلوٌ ! ممتعٌ ! مُبهرٌ ! لذيذٌ ..!! وهو بابٌ واسعٌ يشمَل الحياة والوجود كلَّه : كالإعجاب بملكوت الله من الأرض والسماء !! أو الإعجاب بجمال فتاة !! وبخاتم نفيس !! وبمنزل فخم !! وبلوحة فنية رائعة !! أو الإعجاب بصوت قارئ القرآن !! وبحُسْنِ تصرُّفِ حكيم !! أو الإعجاب بكتاب معيَّن !! وبمقال رائع !! وهلمَّ جرًّا ... والإعجابُ بجمال الأشياء أمرٌ واردٌ في النَّفس ، يُعبِّرُ عنه الإنسان بمختلف الوسائل : باللسان تارة ، و بالإشارة تارة ، و بالكتابة تارة أخرى نثرا أو شعرا .. إنَّ الإعجابَ بحدّ ذاتهِ شيء رائع ؛ لأنَّه يحرِّك وجدان الإنسان الداخلي ويدعوه إلى التأمُّل والتدبُّر والتفكُّر، والتعبير عما يجيش في الصدر من عبارات الحمد والشكر والثناء للخالق عزَّوجلَّ .. ولا يكاد يمرُّ يومٌ أو ساعةٌ إلا ويُعْجِبُ بالمرءِ هذا أو ذاك ، فيعجبه فعل أشياء كثيرة في الحياة دِقِّها وجلّها : كالسَّفر والسِّياحة ، والقيام برحلات داخلية ، وتسلُّق الجبال ، والغوص في البحار ، وصيد الأسماك ، وعرض السيارات فوق الرمال ، والقيام بأعمال تطوعية هنا وهناك ، وتصوير مشاهد طبيعية ، وغيرها من أمور ... ويسْلًكُ مع كلِّ عمل وفعل إمَّا بالسلب أو بالإيجاب ، كلٌّ حسب أسلوبه ورؤيته تجاه ما يُعجِبُه ..!!! فالنفس الإنسانية كما تميل إلى الإعجاب بالخير تميل أيضا إلى الإعجاب بالشَّر ، مصداقا لقوله تعالى :” قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ” ( المائدة : 100 ) ومن قراءتي للآية فإنَّ الخطاب هنا خاص لنبينا محمد ( صلَّى الله عليه وسلّم ) ، وعام يشمل الناس جميعا بحكم أنَّ الخير والشرَّ أمران مقدَّران في الحياة .. قال تعالى :" وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " ( الأنبياء : 35 ) وقال رسوله الكريم ( صلَّى الله عليه وسلّم ) عندما أشار إلى الركن السادس من أركان الإيمان :" ... والإيمان بالقدر خيره وشرِّه " لذا شمل الإعجاب بالخبيث في الآية كل شيء رديء وسيئ وضارٌّ يعود على صاحبه .. وبما أنَّ النفسَ الأمَّارة بالسُّوء تأمرُ صاحبَها بفعل السُّوء فهي تتهافت على الإعجاب بالخبيث من الأمور ..!! ومن الإعجاب ما قُتِل : وليس العَجَبُ في الإعجاب بحدِّ ذاته ، ولكنَّ العجَبَ كلَّ العجبِ عندما يقع الفرد تحت سيطرة وطغيان الإعجاب الذي يُعمي البصيرة ويُغيِّبُ العقل ، وتكون النهاية النَّدم والحسرة والخسارة .. ومن أمثلة ذلك : 1- إعجاب امرأة بشابٍّ تقعُ في عشقه وحبِّه وغرامه وتراوده عن نفسه ؛ لإشباع شبقها ، وقصة إعجاب امرأة العزيز بفتاها " يوسف " خير شاهد ..!! 2- إعجاب شابّ بفتاة يقع في غرامها من أول نظرة يراها ، ويحسب أنَّ ذلك الإعجابَ حبٌّ حقيقيٌّ !! وما هو بحبٍّ حقيقي ، بل هو كسراب بقيعة .. وما يلبثُ إلا ويودُّ الاقتران بها ؛ لتكون شريكة حياته ، غافلا عن نتائج هذا النوع من الإعجاب ، والمشهد التالي يحكي لنا قصة هذا النوع من الإعجاب : أُعجِبَ خالدٌ بفتاة من النظرة الأولى ، وانبهر بجمالها الفتَّان ، فأخذت لبَّ عقله ، وسلبت حشاشة جوفه ، فلم يعد يطيق فراقها والابتعاد عنها ، طيفُها زائر ليل نهار، ابتسامتُها شمسٌ مشرقة في جنبات حياته ، صورتُها لا تفارق خياله ، انقلبت حياته إلى درجة الصفر ، فتجمَّدت كلُّ حركاته وسكناته ، وظنَّ أنَّه واقع في أسرها وحبِّها ، فتمنَّى النَّفسَ أن تكون زوجته وشريكة حياته ، ولم يحسب حسبانا لشيء آخر ، لا إلى مالها ، ولا إلى حَسَبها ، ولا إلى دينها ، مصداقا لقول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " . متَّفق عليه . وما في الأمر .. أنَّ خالدًا أخبر أباه بخطبة تلك الفتاة ، وما كان من الأب إلاّ أن رفض رفضا تامًّا لهذا الطلب ؛ لمعرفته - أولا - بأنَّ الفتاة غير مناسبة له من عدَّة نواحٍ ، ولاعتقاده – ثانيا - بأنَّ ابنه واقع تحت تأثير الإعجاب الطاغي ..!!! ثمَّ قام بنصحه وإرشاده وإعطائه الصورة الحقيقية للإعجاب والحبِّ والزواج وشريكة الحياة . ولكنَّ خالدًا لم يعبأ بكلام أبيه بل أصرَّ وألحَّ على طلبه ، وما كان من الأب إلا الرُّضوخ لقرار ابنه ؛ لحبِّه له وتعلُّقه به وخشية فقدانه وخسرانه ، ولكنَّه في الوقت نفسه حمَّله مسؤولية فعله وقراره .. فتحقَّق حلم خالد ، وخطبها فأصبحت زوجته وشريكة حياته ، ومرَّت الشهور تلو الشهور ، وبدأت العلاقة تخور، والكلام المعسول في العمق تغور ، وماء الوفاق والثقة يتقطّر من مشخل الحياة ، وبدأت المشاكل تنهال عليه من كل حدب وصوب ، وهنا تذكّر خالد نصح أبيه وصواب رأيه ، فندم على قراره وعدم أخذه بنصيحته ، وقرّر التخلُّص والخلاص من هذا الحال ، وإنهاء المشوار بالفراق .. للتفاعل : أ- هل هناك مواقف مثيلة في الحياة صادفتك كهذا المشهد ؟ ب- هل الإعجاب بالجمال فقط ، أو بالمال فقط ، أو بالحسب فقط ، كاف لبناء أسرة صالحة ؟ ج- هل للإعجاب الطاغي ضحايا ؟ وما نوعها ؟ إن كانت الإجابة بالإثبات .. د- ما علاقة العقل والقلب والنفس بالإعجاب ؟ 3- مثال آخر لهذا النوع من الإعجاب لدى بعض الشباب ، وهو شراء سيارات باهظة الثمن تُجُاوزُ قدراتهم المالية ..!!! فهؤلاء الشباب عندما يثقل كاهلهم ويعجزون عن السداد يضطرون لبيع سياراتهم برخص ، وبثمن بخس أحيانا ؛ للتخلُّص من قيد الديون والأقساط .. وهذا المشهد ماثلٌ أمامنا في حياتنا اليومية ، ولو ألقينا نظرة على معارض السيارات المستعملة لوجدنا من أسباب بيع وإرجاع السيارات هو : ( طغيان الإعجاب ) ناهيك عن أسباب أخرى !!!.. والمشهد الآتي يحكي لنا قصة هذا النوع من الإعجاب : فيصل شابٌّ في مقتبل العمر ، وقد توظّف قريبا في إحدى الشركات براتب بسيط ، احتاج إلى سيارة خاصه تنقله من وإلى مقرِّ عمله ، فأُعجِبَ بسيارة عند مروره على معارض السيارات ، وتعلَّق قلبه بها وأحبَّ شراءها وامتلاكها دون الاكتراث إلى سعرها المرتفع ، ثمَّ ما لبث أنْ شاورَ أباه وإخوته بالأمر ، فلم يبدِ أحد منهم تأييدا ، وقاموا بنصحه وإرشاده : بعدم الإقدام على هذا الأمر ، والابتعاد عن شراء سيارة مرتفعة الثمن ، والابتعاد عن الدُّيون والأقساط ؛ فإنها تثقل الكاهل ، وخاصة إن لم يكن قادرا عليها ، والاكتفاء بشراء سيارة رخيصة تؤدي الغرض والهدف المطلوب ، وتوفير جزءا من راتبه لأجل المستقبل . ولكنًّ فيصل لم يُبدِ اهتماما بنصائحهم وأصرَّ على رأيه ، فالأمر قد بلغ شأوًا في نفسه ، وهو عازم على فعله. فاشترى السيارة ، وفرح بها كثيرا ، وظلَّت معه فترة من الزمن ، حتى ثقل كاهله ، وعجز عن سداد دينه ، وضاق به الحال ، فشعر بالندم والأسف ؛ لعدم سماع نصيحة أبيه وإخوته .. فاضطرَّ إلى بيع سيارته بخسارة ؛ للتخلُّص من ربقة الدُّيون ، والتخفيف من الضغط النفسي والمادي .. 4- وهناك نمط آخر من الشباب الذين يقعون في طغيان الإعجاب وهم : ذوو الدخل المرتفع ، والموسرو الحال ، والأغنياء .. صبغتهم : استبدال سياراتهم الجديدة بسيارات أخرى أرقى وآخر طراز ( موديل ) ؛ بحجة أنَّ الطراز الجديد أجمل وأحلى من سابقتها ، والفرق بينهما سنة أو أقل !!.. ولكن هؤلاء لا تهمهم الخسارة ؛ لأنَّهم - وببساطة - أغنياء قادرون على شراء وامتلاك واقتناء ما يشتهونه وما يعجبون به .. والأمر كذلك ينطبق على الأجهزة الإلكترونية : كالهواتف النقالة ، والحواسيب ( اللابتوب ) وما يطرأ عليها من طرازات جديدة ، وتهافت البعض للشراء ، أو الاستبدال ، أو التغيير ..!! وهذا الإعجاب خطير جدا ؛ لأنَّهُ يؤدي إلى الإسراف والتبذير بالمال ، وعواقبه إن لم تقع في الدنيا ففي الأخرة حساب عسير .. 5- وبعض الناس لديهم إعجاب مفرط في اقتناء وامتلاك أشياء غير أساسية للحياة العامة عبر قنوات التواصل الاجتماعي ، أو عبر المزادات العالمية ، فيدفعون لها مبالغ طائلة .. والسبب في ذلك ؛ لأنهم أُعجِبوا بـ : كلب أصيل ، وهرَّة أصيلة ، وفأر نادر ، ورقم سيارة ، وشعار نادٍ ، وحقيبة يدوية نادرة ، وحذاء لممثل مشهور ، الخ ... ولكن .. ما الهدف من هذا الإعجاب لهذه الأشياء وامتلاكها واقتنائها ؟!!.. ألأجل الشهرة ، والتفاخر ، والتباهي ؟!!!.. أم .. لحبِّ الاقتناء والامتلاك فقط ؟!!!.. أم .. للتبذير وإسراف الفائض من المال ؟!!!.. أم .. للإعجاب لأجل الإعجاب فقط ؟!!!.. لا أدري ؟؟؟!!!! ... فهؤلاء وغيرهم قد سيطر الإعجاب على قلوبهم وأصبحوا غير قادرين على الفكاك منه ، كالمخدر الذي يغوي صاحبه فلا ينفكُّ عنه .. إنَّ هؤلاء الناس بتصرُّفهم هذا وصرفهم للأموال الطائلة بدون وجه حقِّ على أشياء غير ضرورية " وبذريعة أنَّه أعجبني ووقع في قلبي " سيحاسبهم الله عزوجل إمّا في الدنيا أو في الآخرة ، وسيندمون على أفعالهم ..!! ولو صُرِفت تلك الأموال للمنفعة العامة وعلى المستحقين لكان خيرا لهم وأفضل .. 6- وللنساء نصيب كبير من هذا الإعجاب - أيضا - من خلال تعاملهنَّ مع المواد التجميلية والتحميلية التي لا طائل من ورائها سوى اكتساب الذنوب والمعاصي .. فمن شراء وتركيب رموش صناعية ، أو عدسات لاصقة للعين من أجل تغيير لون العين ، أو تركيب أظافر صناعية على الأصابع ، أو وصْل شعور مستعارة ، أو إجراء عمليات تجميلية في الأنف والوجه دون عذر ، أو أمور أخرى يُندى لها الجبين ، كلُّ هذه الأفعال وغيرها سببها : الإعجاب ؛ لأنَّ الفتاة لا تُقدِمُ على فعل هذه الأمور إلاَّ وقد وقع الإعجاب في نفسها على هذه الأشياء .. وهي من الأعمال التي أشار إليها الآية السَّابقة ( ... وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) ... 7- وبعض الأسر لا يألون جهدا في استجابة طلبات أطفالهم في الإعجاب بالأشياء ، وبمجرد إشارة منهم : ( أعجبني هذا ) تهبُّ الأسرة بعبارة " شبيك لبيك خادمك بين يديك " هي المفتاح لكل إعجاب لدى أطفالهم ..!! فمن لعبة إلى لعبة ، ومن ساعة إلى أخرى ، ومن جهاز لوحي إلى آخر وهكذا دواليك .. فهلاَّ توقَّفَ الأهلُ عن استجابة هذا النداء المستميت .. والإعجاب بصفة عامة يرتكز على عدة معايير أو أسباب أو مصادر ، منها : 1- الجمال . 2- المال . 3- الحسب . 4- الدِّين . 5- الجودة . 6- القوة . 7- القيمة . 8- الحكمة . 9- الفخامة . 10- اللون . 11- الخ ... وأضرب مثالين لمن استشكل عليه الأمر : 1- أحدهم يسألُ زميله : ما سببُ إعجابك لهذه الفتاة ؟ أو : ما مصدرُ إعجابك لهذه الفتاة ؟ فيجيبه قائلا : جمالُها ، أو مالُها ، أو حسبُها ، أو دينُها ..!! 2- وأخرى تسأل زميلتها : ما سببُ إعجابك لهذه السيَّارة ؟ فتجيبها قائلة : جمالُها ، أو فخامتُها ، أو قوَّةُ محرِّكها ، أو قيمتُها ..!! نصائح هامَّة للمعجبين : 1- إعمال العقل عند الوقوع في مصيدة الإعجاب بفتاة لغرض الزواج منها . 2- أخذ مشورة الأهل ومَنْ هم أكبر سنا في شراء وامتلاك الأشياء التي أُعجب بها الشخص . 3- عدم التهور والتسَّرُّع في اتخاذ قرار فردي عند الوقوع بالإعجاب لشيئ ما لغرض الامتلاك . 4- تهذيب النفس وتدريبها لعدم الوقوع أو الولوج في عالم الإعجاب السَّلبي . 5- الابتعاد عن التفكير بلزوم اقتناء كماليات لا ضرورة من امتلاكها . 6- استغلال الوقت لأشياء مفيدة يعود على صاحبه بالخير والبركة . الخلاصة .. إنَّ كثيرًا من حالات الطلاق ، والمشاكل الزوجية ، والتفريط بالأشياء ، والإسراف ، والتبذير ، والتجميل والتحميل في كثير من البيوتات يكمن لأسباب كثيرة ..!! والإعجاب المفرط الطاغي المسيطر هو سبب من ضمن تلك الأسباب !!.. لذا .. فإنني أناشد الشباب والشابات والآباء والأمهات ، وأطلب منهم عدم التهوُّر في الاستجابة لمشاعرهم وأحاسيسهم تجاه هذا النوع من الإعجاب ، والتفكير مليًّا بنتائجه ومخاطره ، واللجوء إلى التَّحكُّم بالعقل ؛ كي لا يقعوا - مستقبلا - في النَّدم ، والحسرة ، والخسارة .. ؟؟؟!!!.. قالَ رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ " . فقلت : هناك من الإعجاب المفرط الذي يصم ويعمي عن الاعتدال والتمييز ما هو خطأ وما هو صواب وذاك الانجذاب المبالغ فيه ، ولذلك التعلق علامات تبين ظواهر ذلك الداء ويكمن في كثرة الثناء عليهم والحديث عنهم وتتبع أخبارهم ، وذلك الهجوم الكاسح إذا ما هددت شخوصهم ، وذلك التأثر عند مفارقتهم وانقطاع أخبارهم ولو لدقائق ! وذلك الضيق والكدر وظلمة الدنيا عليهم وضيقها عند معاتبتهم لهم ، و التشاؤم الذي يطرأ على حياة ذلك المستهام إذا أتى الجفاء من قبل أحدهم . أسباب الاعجاب هي عاطفة جياشة يتمايز الناس في أسبابها : فهناك من الناس من تأسرهم وتسلب لبهم تلك المشاهدات التي هم منها في بعد ، أو لنقل لم يكتشفوا القدرات التي لديهم ، فعندما يخالطون أحدهم ممن تمتعوا بلباقة الحديث ووافر المعرفة ، وغزير العلم ، أو بذاك صاحب الهندام ووافر المال ، أو بتلك الأنيقة الباهرة الجمال ، فترى ذلك المبهور بتلك الفئة يهيم بتبجيلهم ويتابع أخبارهم ويرنو لمجالستهم ، والاستماع لهم ، والحديث معهم لدرجة ذلك الحرص الذي يصل به الحال للتعلق بهم ولا يفتر اللسان عن ذكرهم ! من غير أن يضع هنالك مسافة أمان تحميه من صولة الأيام وتبدل الحال والأحوال ! وما يزال ذلك الإنسان يذوب في شخصية ذلك الغير حتى يتخلى عن المبادئ ، ويكون تابعا ومنقادا من غير تبصر ولا إدراك ، تاركا الإعتدال في خبر كان ، إلى أن يستفيق على صفعة الحقيقة بعدما تمادى وغالى في تعظيمه المفرط لمن جهل حقيقتهم ، وجعل المظهر هو شاف لذاك المخبر ، وما على العاقل غير التعامل مع بني جنسه معاملة المحاذر ، من غير أن ترتفع درجة سوء الظن ، والتوقع من الناس الشر ، وكلما كانت العلاقة تمشي على وتيرة الإعتدال ، فلن يكون هنالك مجال للطم الخدود ، أو ندب الحال إذا ما تكشفت حقيقة ذلك الإنسان بعد أن أحسنا به الظنون ، وفي ذات الوقت لم نُسقط احتمال أن يكون بخلاف ظاهره المذاع المشاهد للعيان ، كي لا تصيبنا صدمة الحقيقة ، ونشعر بعدها بخيبة الأمل . " ويبقى الإنسان يعيش على كفتي نقيض " . هنا فائدة تناولها مشرط البحث : 1- التأثر والتأثير . 2- التملُّق . 3- التعامل بالحرص والحذر . 4- الاعتدال في العلاقة . 5- وضع الاحتمالات والثبات عند وقوعها .
آخر تعديل مُهاجر يوم 22-05-2022 في 09:09 AM.
الساعة الآن 07:00 PM
|