الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فن السرور أحمد امين
يخطئ مَن يظن أن أسباب السرور كلها فى الظروف الخارجية، فيشترط لِيُسَرَّ مالاً وبنين وصحة، فالسرور يعتمد على النفس
أكثر مما يعتمد على الظروف، وفى الناس مَن يشقى فى النعيم، ومنهم مَن ينعم فى الشقاء. وفى الناس مَن لا يستطيع أن يشترى ضَحكةً عميقةً بكل ماله، وهو كثير، وفيهم مَن يستطيع أن يشترى ضحكات عالية عميقة واسعة بأتفه الأثمان، وبلا ثمن... مع الأسف أُلاحظ أن كمية السرور فى مصر والشرق قليلة، كما لاحظت من قبل أن كمية الحب فى مصر والشرق قليلة. وليست تنقصنا الوسائل، فجوُّنا جميل، وخيراتنا كثيرة، وتكاليف الحياة هينة، ووسائل العيش يسيرة .. ومصائب الشرق من الحرب أقل منها فى الغرب، ومع هذا كله لاتزال كمية السرور فى الشرق أقل. أكبر سبب لذلك فى نظرى هو أن الحياة فَنٌّ، والسرور كسائر شؤون الحياة فن .. أول درس يجب أن يُتعلَّم فى فن السرور.. قوة الاحتمال، فأكبر أسباب الشقاء رخاوة النفس وانزعاجها العظيم للشىء الحقير. .. من أهم أسباب الحزن ضيق الأفق ، وكثرة تفكير الإنسان فى نفسه، حتى كأنها مركز العالم.. وهذا هو السبب فى أن أكثر الناس فراغاً أشدهم ضيقاً بنفسه، لأنه يجد من زمنه ما يُطيل التفكير فيها إلى درجة أن يجن بنفسه فى استطاعة الإنسان أن يتغلب على كل المصاعب، ويخلق السرور حوله، وجزء كبير من الإخفاق فى خلق السرور يرجع إلى الفرد نفسه، بدليل أننا نرى فى الظروف الواحدة والأسرة الواحدة والأمة الواحدة مَن يستطيع أن يخلق من كل شىء سروراً، وبجانبه أخوه الذى يخلق من كل شىء حزناً، فالعامل الشخصى- لاشك- له دخل كبير فى خلق نوع من الجو الذى يتنفس منه، ففى الدنيا عاملان اثنان: عامل خارجى وهو كل العالم، وعامل داخلى وهو نفسك، فنفسك نصف العوامل، فاجتهد أن تكسب النصف على الأقل، وإذن فرجحان كفتها قريب الاحتمال، بل إن النصف الآخر- وهو العالم- لا قيمة له بالنسبة إليك إلا بمروره بمشاعرك، فهى التى تلونه، وتجمِّله أو تقبحه». «فإذا جلوتَ عينيك، وأرهفتَ سمعك، وأعددت مشاعرك للسرور، فالعالم الخارجى ينفعل مع نفسك، فيكون سروراً. إنا لنرى الناس يختلفون فى القدرة على خلق السرور اختلاف مصابيح الكهرباء فى القدرة على الضياء، فمنهم المظلم كالمصباح المحترق، ومنهم المضىء بقدر كمصباح النوم، ومنهم ذو القدرة الهائلة كمصباح الحفلات، فغيِّرْ مصباحك إن ضعف، واستعض عنه بمصباح قوى ينير لنفسك وللناس». «وأخيراً، افعل ما يفعله الفنانون، فالرجل لايزال يتشاعر حتى يكون شاعراً، ويتخاطب حتى يصير خطيباً، ويتكاتب حتى يصير كاتباً، فتصنَّع الفرح والسرور والابتسام للحياة، حتى يكون التطبع طبعاً». إحساس خالد امتناني وشكرى وتقديرى على الأهداء الجميل
الساعة الآن 10:35 PM
|