الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
باب ما جاء في الخرفنة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرى ألسنًا شمّخت وآذانًا صمّت وعيونًا أطرقت ورؤوسًا أينعت وحان لي أن أجتزّ ماصعب منها وأن أقطف بهون مالان وخفّ.. ساءني وأقضّ مضجعي ونغّص حياتي , مالاحظته من كثرة الحديث واللغط أو الهمز واللمز تلميحًا أو تصريحًا عن جوادٍ أصيلٍ كان لي معاه تاريخ مجيد وأحداث خالدة لا يمكن أن ينسيني الدهر إياها ولا يمكن أن يغيرني البعد والجفاء عنها ولا الوفاء لها , حين أسترجع طفولتي وأحلى لحظات العمر فيها وأسعدها هي تلكم التي أمتطي وأعتلي ظهره ممسكّا بإحدى يديّ بتلابيب علباته أو أذانه**, مطلقًا الأخرى تسبح في بحرٍ لجي من الدماء قابظةً ذلكم السيف الشطير من سعف النخل أو عرجون النخل ( الصنخ )**, أجوب بجوادي الحظيرة وأعتلي الهضاب في المزرعة , أقفز الأحواض وقد تنغرس أرجل الجواد داخله فأرتوي من ماءه**, هو تاريخ مجيد وماضً تليد لا يمكن أن أنساه ولا يحق لي أن أتجاهله أو أجفاه , ولذا يستحيل أن أغض الطرف عن ماأسمع تلميحًا أو تصريحًا , لذا قررت أن أقدم للجميع بحثًا شاملاً عن ما يكثر توارده وأعني كلمة ( الخرفنة ) التي يجهلها الكثيرين ويجهل ماهيتها ومعناها ومصدرها , يذهب ريع هذا البحث إلى أفضال ذلكم الجواد وسدادًا لديونه وتكفيرًا للذنوب التي ارتكبتها بحقه من كسر ظهر أو ماشابه ذلكـ**,, ,,,, أبدأ مستعينًا بالله : * الخرفنة :*مصدر خرفن يخرفن على وزن فَعلَل يُفعلل فعلَلةً , إذ خرفن يُخرفن خرفنةً فهو متخرفن , قالت العرب قديمًا تخرفنت الناقة بمعنى استفحلت فبدأت تلاحق البعارين ! . وعندما يقال أخرف من جمل فيعني أنه بلغ المدى في الوله والهيمان بُغية الناقة ولذلك تشاهد الجمال مُعقّلة ومقيدة الأيدي خوفاً من خرفنةٍ بالوقت الخطأ والغير مناسب , * تسميتها :*نسبة إلى الخروف المعروف وهو حيوانٌ أليف يستفاد من لحمه وصوفه ويُذبح للضيوف في المناسبات* * معناها إصطلاحاً :*مر معنى الخرفنة بعدة مراحل وتبدل بحسب الزمان وثقافة كل مجتمعٍ معاصرٍ لها*, ـ*في القدم كان منتهى المدح وغاية كل ممدوح حين يقال له خروف أو مافي معناها ! ولذا لانستغرب عندما يتسابق الشعراء لإنتقاء واختيار مثل هذه الكلمة عند وصف ممدوح كأمير أو وزيرطلباً لجزيل عطاء وإغداقٍ لثراء*, وقد يورد الشاعر التيس أثناء مدحه للخليفة وتأتي بمعنى الخروف لكونها ذات مغزىً ودلالةٍ واحدة مثال على ذلك : (( قصة علي بن الجهم حين دخل على الخليفة المتوكل مادحا فقال أنت كالكلب في حفاظك للود ... و كالتيس في قرع الخطوب فأستهجنة من كان حاضرا مجلس الخليفة ، فقال المتوكل لمن حوله : إن هذا البدوي فصيح اللسان ذكي الجنان )) * ومن ثم ومن عوامل التعرية والتأثر بالغزو الفكري وآثار غزو بني البشر للفضاء**تحوّل معناها وتبدل ,إلى أن أصبحت تعني في زماننا : (*الشاب الذي تكون غاية مناه ومرامه التقرب من البنات* بأي طريقة وبأي صورة فيتزلف ويجامل ويتميلح ويعمل كل شيء فقط لاغواء واسترضاء البنات وجرهن إلى حيث مراده وأهواءه*) لكن ما وجه الشبه بين الخروف الكائن الاليف .. وبين الخروف الانسان ؟؟ وجه الشبه ان كليهما يقادون ويساقون .. فالخروف يقوده راعييه الى حيث المرعى والمْراح أو الحظيرة .. كذلك الخروف البشري يساق من البنات ويقاد كيف ومتى شِيئن هنّ , ويجرّ بإذنه إلى حيث مرادها ومبتغاها , لذا فهو يجازف ويضحي ويجامل ويكذب ويتودد وما إلى ذلك*, * ولكن مالذي يدفعه أو يجره لذلك : ـ*يعدها أي الخرفنة قطرةً ينهمر بعدها الغيث فترتوي قفاره الممحلة المجدبة من الحنان والعاطفة وما أدنى من ذلك أو أكثر , مما تجعله يربع ويُزهر ويغدق , فيُرضي شهوات نفسه وملذات روحه ( هذا بنظره وأمله ) مهما كان الحكم ومهما كانت العواقب* لا يتوانى في سبيل ذلك من إذلال نفسه وتقديم كل مايملك من التغلب على كلّ العواقب وقهر كلّ الصعاب التي تتعرض له ,, يدفعه لذلك همّةً لا تتعدى أخمص قدميه , وطموحًا لا يتجاوز أرنبة أنفه , وتفكيرًا سقيمًا شهوانيًا لا يفكر بالأضرار ولا يُحسّب للعواقب*,, إذًا الخرفنة هي شرارة قد تجرّه أو تؤدي به إلى علاقة غير شرعية لا قدّر الله*, قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "*إنَّ اللهَ َ كتبَ عَلَى ابنِ ءادم حَظَّهُ مِنَ الزِّنا أدركَ ذلكَ لا مَحَاَلَةَ، فالعينُ تَزني وزِناها النظرُ، واليَدُ تَزني وزِناها اللمسُ، والرِّجلُ تَزني وزِناها الخُطى، واللسانُ يزني وزِنَاه المَنطِقُ، والفَمُ يَزني وزناهُ القُبَلُ، والنفس تَمَنَّى وتشتَهي، والفَرجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أو يكذبهُ*" * الحكم : روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة قال :*إن فتى شابًا أتى النبي فقال : يا رسول الله ، ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه ! فقال ( أتحبه لأمك ؟ ) قال لا والله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ) قال ( أفتحبه لابنتك ) قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لبناتهم ) قال ( أفتحبه لأختك ) قال لا والله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لأخواتهم ) قال ( أفتحبه لعمتك ) قال لا والله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لعماتهم ) قال ( أفتحبه لخالتك ) قال لا والله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لخالاتهم ) قال فوضع يده عليه وقال ( اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ) فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء , فإن كنت لا تحبه أهلكـ , فما الذي يبيحه لكـ مع غيرهم*؟! * العواقب : قال ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ((*البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت وكن كما شئت فكما تدين تدان*)) منقول
وجود القارئ الجيد لا يعني إن الكاتب جيد ولا القراءة القاصرة تعني إن الكاتب كامل..
الكاتب الجيد هو من يفتح أبواب عدة لكل تفكير وهم وتطلع.. أن مهمتي أن أكتب وأنت وضميرك لا أن تحكم بل لتشرف منارة قولي بوهج رأيك.. عبدالله بن سعد السهلي
الساعة الآن 06:41 PM
|