. 《 عندما لا يتوفر الموت لمن يرغب أن يموت !》
في الرسائل يُعرف دوستويفسكي الموت, بأنه نهاية كل الاَلام, حيث يقول :
《 الموت! ما هو الموت؟ إنه نهاية كل الآلام . 》
لكن كيف ينتهي ألم من لا يجد الموت ؟
الكاتبة الروسية : يلينا تشيجوفا, كتبت رواية أسمتها 《 زمن النساء 》 بطل الرواية رجل أخذ السرطان ينهش في جسده فراح يبحث عن الموت في جبهات القتال كي يضع حد لذلك الألم !
" وهـكـذا ذهب إلى الجبهـة. في البداية كان هناك تأثير بالطبع للمرض على صحته, كان يعاني من آلام ووهن. كان يتوق للموت ويبحث عنه, لا بد وأنه شـاهد الكثيرين مـن مرضي السرطان وكيف يعانون قبـل موتهم, فكان دائماً يختار أن يكون في المقدمة سـواء أثنـاء الهجوم أو أثناء الاستطلاع, نظر فإذا بالمـوت يـمـر من جانبـه ولا يختـاره, يحصدهم كالمنجـل, أما هو فيشفق عليه وكانت قوات الإنزال حينها في ضواحي مدينة سينيافين, ألقوا بمائتي جندي في الصباح, وفي المساء أخذوا يحصون كم عاد منهم, لو عاد منهم عشرة فهذا أمر جيد, حتى لو كانوا مصابين, قرر أن يشـارك ليختبر حظه مع الموت مرة أخيرة, فلـم يرفضـوا طـلبـه في الفرقة ما دام هـو مـن بادر بالطلب, قالوا له: فلتذهب, وهكذا أخذ يعد نفسـه لهذا اليوم وكتب رسالة إلى أهلـه, لا أعرف ماذا تم في هذه المعركة ولا كيف جرت ولكنه عاد وحده ومـات الآخرون جميعا "
فعلاً أن الأدب الروسي هو أدب متداخل, وكأنما الأدباء الروس اتفقوا مع بعضهم لكتابة حياة البشر , من خلال صور متداخلة, يكمل بعضها البعض الاَخر .