الأدارة ..♥ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لا عزّ كعِزّ الأب ولا دلال بعد دلاله ...
لاحظ الأب تغير مزاجية أبنته بالكامل خلال خطبتها ، ساعة يراها سعيدة و ساعة تكون حزينة حد البكاء ، ساعة تجلس وحيدة دون أختلاط بهم أو الحديث إليهم كالمعتاد ، عيناها أنطفأت إشراقتها بَهُتت حالها أستكان تمامًا ، حتى دخل ذات ليلة عليها و هي تشهق من البكاء فلما سألها قالت :
-كلما حلّ الخلاف بيننا قال لي أنتِ سيئة و لا تصلحين لي كزوجة ثم في اليوم التالي يُحادثني و كأن شيئًا لم يكن ! ... يُهددني لطوال الوقت بتركي و ها هو زواجنا بعد عدة أشهر قريبة . راحت تُكمل بكاءها فيما ضمّها الأب إلى صدره و تركها لأمها التي بدأت بالربت على كتفها و هي تُخبرها أن والدها سيتولى الأمر ، ثم أرسل له برسالة أن يحضر في الغد للعشاء معهم ليتحدث معه خاصةً أنه يعلم كم تحبه أبنته . حضر الخطيب في اليوم الثاني مساءً فلما دخل لم يُعرها أي أهمية بسبب مابينهم من خلاف ، فتبدلت معالم وجهها و أحزنها تصرفه القاسي أمام والدها ، طلب والدها أن تُحضر العصير و تأتي للجلوس ، ثم قال بكل رصانة و هدوء ناظرًا بكل تركيز إلى الخطيب : -في السادسة من عمر أبنتي عادت من المدرسة باكية لأن زميلة لها دفعتها أرضًا و ضحك على شكلها الجميع دون أن يساعدها أحد ، مسحت دموعها و ذهبت في اليوم الثاني و قُمت بنقلها من تلك المدرسة كيلا تشعر بالحرج أو الضعف من جديد خاصةً أنه لم يُقدر ضعفها أحد و يأخذ بيدها بل ضحك الجميع . ثم أردف قائلًا : - حين دخولها الجامعة كنت أُنهي عملي و أذهب لانتظارها ريثما تنتهي لنعود سويةً و لا تتعرض لمكروه أو يتعرض لها أحد فأنا أخاف عليها كل الخوف و أُدللها كل الدلال ، أخشى أن تمر بها نسمة هواء باردة فتصاب بزكام ، و كل ما أخشاه عليها أن يُصاب قلبها بأذى . فقاطعه الخطيب و قد فهم مقصده ، فأكمل والدها قائلًا : - لم أُعزز أبنتي لطوال عُمرها ليأتي في النهاية رجل يُؤذي قلبها و يُذرف عينها بالدمع كل ليلة ، و يكسر خاطرها و يُحرجها و يقسو عليها أمامي ، هذا و نحن بالخطبة فماذا بعد الزواج ؟ . أبتلع خطيبها ريقه بصعوبة و لم تُسعفه الكلمات للرد أبدًا . ثم نظر لأبنته التي توقعت مايقصده قائلًا : - اخلعي الدبلة فورًا . رأى في عينيها نظرة أستعطاف ألا يفعل ذلك فقال بكل حزم : - أعلم أنها المرة الأولى التي أُرغمك فيها على شيء لكن من لا يعرف قيمتك و يهددك بالرحيل لا يستحقك أبدًا .
الساعة الآن 04:37 AM
|